فصل: قصيدة: لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ

مساءً 3 :11
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
17
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري



.قصيدة: أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ

أجِدَّكَ لم تهْتَجْ لرَسْمِ المنَازِلِ ** وَدارِ ملوكٍ، فوْقَ ذاتِ السَّلاسلِ

تَجودُ الثُّرَيّا فوْقَها، وتضَمّنَتْ ** برداً يذري أصولَ الأسافلِ

إذا عذراتُ الحيّ كان نتاجها ** كروماً تدلى فوقَ أعرفَ ماثلِ

ديارٌ زَهاها اللَّهُ لم يعتلجْ بهَا ** رِعاءُ الشَّوِيّ من وَرَاءِ السَّوَائِلِ

فمهما يكنْ مني، فلستُ بكاذبٍ ** ولستُ بخوانِ الأمينِ المجاملِ

وإني إذا ما قلتُ قولاً فعلتهُ ** وأعرضُ عما ليسَ قلبي بفاعلِ

ومن مكرهي إن شئتُ أن لا أقولهُ ** وفجعُ الأمينِ شيمةٌ غيرُ طائلِ

.قصيدة: أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ

أبني الحماس! أليسَ منكمْ ماجدٌ ** إنّ المُروءةَ في الحِماس قلِيلُ

يا ويلَ أمكمُ، وويلَ أبيكمُ ** وَيْلاً تَرَدّدَ فيكمُ وَعوِيلُ

هاجيتُمُ حسّانَ عندَ ذكائِهِ ** غَيٌّ لمَنْ وَلَدَ الحِماسُ طوِيلُ

إنّ الهجاءَ إليكمُ لبعلةٍ ** فتحشحشوا إنّ الذليلَ ذَليلُ

لا تجزعوا أن تنسبوا لأبيكمُ ** فاللؤمُ يبقى، والجبالُ تزولُ

فبنو زيادٍ لمْ تلدكَ فحولهمْ ** وَبَنو صَلاءَةَ فحلُهمْ مشغولُ

وسرى بكمْ تيسٌ أجمُّ، مجدرٌ ** ما للذمامةِ عنكمُ تحويلُ

فاللؤمُ حلَّ على الحماسِ، فما لهمْ ** كهلٌ يسودُ ولا فتىً بهلولُ

.قصيدة: إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ

إذا قالَ لمْ يترُكْ مَقالاً لِقَائِلٍ ** بمُلتَقَطاتٍ لا تَرَى بينَها فَصْلا

كفى وشفى ما في النفوسِ، فلم يدعْ ** لِذي إرْبَةٍ، في القوْلِ، جِدَّاً وَلا هزْلا

سموتَ إلى العليا بغيرِ مشقةٍ ** فنلتَ ذراها لا دنياً، ولا وغلا

.قصيدة: منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا

منعنا رسولَ اللهِ، إذ حلَّ وسطنا ** على انفِ راضٍ منْ معدٍ وراغمِ

مَنَعْنَاهُ لمّا حَلّ وَسْطَ بُيُوتِنَا ** بأسيافنا منْ كلّ باغٍ وظالمِ

.قصيدة: لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه

لا تَعْدَ مَنْ رَجُلاً أحَلّكَ بُغضُه ** نَجْرَانَ، في عيشٍ أحَذَّ لئيمِ

بليتْ قناتكَ في الحروِ فألفيتْ ** خمّانَةً جَوْفاءَ، ذاتَ وُصُومِ

غَضِبَ الإلهُ على الزِّبِعْرَى وابنِهِ ** وعذابِ سوءٍ في الحياةِ مقيمِ

.قصيدة: تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدةٌ

تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدةٌ ** تسقي الضجيعَ بباردٍ بسامِ

كالمسكِ تخلطهُ بماءِ سحابةٍ ** أوْ عاتقٍ كدمِ الذبيحِ مُدامِ

نُفُجُ الحقيبةِ بَوْصُها مُتَنَضِّدٌ ** بلهاءُ، غيرُ وشيكةِ الأقْسامِ

بنيتْ على قطنٍ أجمَّ كأنهُ ** فُضُلاً إذا قعدَتْ، مَداكُ رُخامِ

وتكادُ تكسلُ أن تجيء فراشها ** في لينِ خرعبةٍ، وحسنِ قوامِ

أما النهارُ، فلا أفترُ ذكرها ** والليلُ توزعني بها أحلامي

أقسمتُ أنساها، وأتركُ ذكرها ** حتى تُغيَّبَ في الضّريحِ عظامي

يا من لعاذلةٍ تلومُ سفاهةً ** ولقد عصَيتُ، إلى الهَوى، لُوّامي

بكرتْ إليّ بسحرةٍ، بعدَ الكرى ** وتقاربٍ منْ حادثِ الأيامِ

زعمتْ بأنّ المرءَ يكربُ يومه ** عُدْمٌ لمُعتكِرٍ منَ الأصْرَامِ

إنْ كنتِ كاذبةَ الذي حدّثتِني ** فنجوتِ منجى الحارثِ بن هشامِ

تَرَكَ الأحِبّةَ أنْ يقاتلَ دونَهمْ ** وَنجا برَأس طِمِرَّةٍ وَلِجامِ

جرواءَ، تمزعُ في الغبارِ كأنها ** سرحانُ غابٍ في ظلالِ غمامِ

تذرُ العناجيجَ الجيادَ بقفرةٍ ** مرَّ الدموكِ بمحصدٍ ورجامِ

ملأتْ به الفرجينِ، فارمدتْ بهِ ** وثوى أحبتهُ بشرّ مقامِ

وبنو أبيهِ ورهطهُ في معركٍ ** نَصَرَ الإلهُ بهِ ذوي الإسْلامِ

لولا الإلهُ وجريها لتركنهُ ** جزرَ السباعِ، ودسنهُ بحوامي

طَحَنَتْهُمُ والله يَنْفُذُ أمرُهُ ** حَرْبٌ يُشَبُّ سَعِيرُها بِضِرَامِ

منْ كلّ مأسورٍ يُشَدُّ صفادُهُ ** صَقرٍ، إذا لاقَى الكتِيبَةَ حامي

ومُجَدَّلٍ لا يَستجيبُ لِدعوَةٍ ** حتّى تَزُولَ شوَامخُ الأعلامِ

بالعارِ والذلّ المبينِ، إذ رأوا ** بيضَ السيوفِ تسوقُ كلَّ همامِ

بيديْ أغرَّ، إذا انتمى لم يخزهِ ** نسَبُ القِصارِ، سميذعٍ، مِقدامِ

بِيضٌ، إذا لاقتْ حديداً صمّمتْ ** كالبرقِ تحت ظلالِ كلّ غمامِ

ليسوا كيعمر حين يشتجِرُ القَنا ** والخيلُ تَضْبُرُ تحت كلّ قَتامِ

فسلحتَ، إنك من معاشرِ خانةٍ ** سلحٍ، إذا حضر القتالُ، لئامُ

فَدعِ المكارِمَ، إنّ قوْمَكَ أُسرةٌ ** مِنْ وُلدِ شجْعٍ غيرُ جِدِّ كِرَامِ

من صُلبِ خِندِف ماجدٍ أعرَاقُهُ ** نجلتْ بهِ بيضاءُ ذاتُ تمامِ

ومرنحٍ فيهِ الأسنةُ شرعاً ** كالجَفرِ غيرِ مُقابَلِ الأعْمَامِ

.قصيدة: لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ

لعمركَ إنّ إلكَ منْ قريشٍ ** كإلّ السَّقْبِ مِنْ رَألِ النّعامِ

فإنّكَ. إن تَمُتَّ إلى قُرَيشٍ ** كذاتِ البوّ جائلةِ المرامِ

وأنتَ منوطٌ بهمِ هجينٌ ** كما نيطَ السرائحُ بالخدامِ

فلا تفخرْ بقومٍ لستَ منهمْ ** ولا تكُ كاللئامِ بني هشامِ

.قصيدة: ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ؛

ليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ؛ ** وَلَيْتَ خُبَيباً كانَ بالقَومِ عالِمَا

شَراهُ زُهَيرُ بنُ الأغَرّ وجامِعٌ ** وكانَا قَديماً يَركَبانِ المَحارِمَا

أجرتمْ، فلما أن أجرتم غدرتمُ ** وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لَهاذِمَا

.قصيدة: إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ

إذا رأيتَ راعيينِ في غنمْ ** أُسَيِّدَينِ يَحلِفانِ بنُهَمْ

بَينَهُما أشلاءُ لحمٍ مُقتَسَمْ ** من بطنِ عَمقٍ ذي الجَليلِ والسَّلَمْ

.قصيدة: ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما

ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما ** بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقةِ أظْلما

أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما ** وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما

بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ ** تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا

دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها ** لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما

وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي ** بمندفعِ الوادي أراكاً منظما

أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها ** نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما

وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ ** من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما

تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ ** إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما

وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ ** يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما

فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ ** تداعى، وألقى بركهُ وتهزما

وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعةٍ ** يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما

تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ ** وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما

عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ ** حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما

فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها ** بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما

تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ** تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما

سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدةً ** وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا

الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ ** لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما

وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ ** إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما

وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي ** ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما

وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها ** سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما

إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ ** كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما

حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا ** قنابلَ دُهماً، في المحلّةِ، صُيَّما

يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما ** يوافونَ بحراً، من سُميحةَ، مُفعَما

لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ ** شماريخُ رضوى عزةً، وتكرما

مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَةٍ ** وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما

بكلّ فتىً عاري الأشاجعِ، لاحهُ ** قِرَاعُ الكماة، يرْشحُ المِسكَ والدما

إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا ** كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما

وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ ** فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما

نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ ** مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما

وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً ** من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما

ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ** ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما

وكائنْ ترى من سيد ذي مهانةٍ ** أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ** وأسيافنا يقطرنَ من نجدةٍ دما

أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا ** وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما

أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا ** ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما

فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش ** فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما

.قصيدة: أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي

أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي ** كرامٌ، إذا الضيفُ يوماً ألمّ

عِظامُ القُدُورِ لأيْسارِهمْ ** يكبونَ فيها المسنَّ، السنمْ

يُواسونَ مَوْلاهُمُ في الغِنى ** ويَحْمونَ جارَهمُ إن ظُلِمْ

وكانوا مُلوكاً بأرْضِيهِمِ ** يُبادُونَ غَضْباً، بأمرٍ غَشِم

مُلوكاً على النّاس لم يُمْلَكوا ** من الدّهرِ يوْماً، كحِلّ القَسَمْ

فأنْبَوْا بِعادٍ وأشياعِها ** ثمودَ، وبعضِ بَقايَا إرَمْ

بيَثْرِبَ قد شيّدُوا في النَّخيلِ ** حصوناً، ودجنَ فيها النعمْ

نَوَاضِحَ قدْ عَلَّمتْها اليَهُودُ ** عُلَّ إليكِ، وقوْلاً هَلُمّ

وفيما اشتهوْا من عصِيرِ القِطافِ ** وعيْشٍ رَخيٍّ على غيْرِهِمْ

فساروا إليهمْ بأثقالهمْ ** على كلّ فحلٍ هِجانٍ قَطِم

جيادُ الخيولِ بأجنابهمْ ** وقدْ جللوها ثخانَ الأدمْ

فلما أناخوا بجنبيْ صرارٍ ** وشَدّوا السُّرُوجَ بِلَيّ الحُزُمْ

فما رَاعَهُمْ غيرُ مَعْجِ الخيو ** لِ، والزّحفُ من خلفهم قد دهِم

فطاروا شلالاً وقد أفزعوا ** وطرنا إليهمْ كأسدِ الأجمْ

على كلّ سَلْهَبَةٍ في الصيّا ** نِ، لا تستكينُ لطولِ السأمْ

وكلِّ كميتٍ، مطارِ الفؤادِ ** أمينِ الفصوصِ، كمثلِ الزلمْ

عليها فوارسُ قدْ عاودوا ** قِرَاعَ الكُماة، وَضرْبَ البُهَمْ

لُيوثٌ إذا غَضِبوا في الحُرُو ** بِ، لا يَنكِلون، ولكن قُدُمْ

فَأُبْنا بِسادتِهِمْ والنّسَا ** ءِ قَسْراً، وأموالِهِم تُقتَسمْ

ورثنا مساكنهمْ بعدهمْ ** وكنا ملوكاً بها لمْ نرمْ

فلمّا أتانا رَسُولُ المَلِيـ ** ـكِ بالنُّورِ والحقّ بعد الظُّلَمْ

ركنا إليهِ، ولمْ نعصهِ ** غداةَ أتانا منَ ارضِ الحرمْ

وقلنا: صَدقتَ، رَسولَ المليك ** هلمّ إلينا، وفينا أقمْ

فنشهدْ أنكَ، عندَ الملي ** كِ، أرسلتَ حقاً بدينٍ قيمْ

فنادِ بما كنتَ أخفيتهُ ** نداءً جهاراً، ولا تكتتمْ

فإنا وأولادنا جنةٌ ** نَقِيكَ وَفي مالِنا فاحتكِمْ

فنحْنُ وُلاتُكَ، إذ كذّبوكَ ** فنادِ نداءً، ولا تحتشمْ

فطارَ الغواةُ بأشياعهمْ ** إليهِ، يظنونَ أن يخترمْ

فقمنا بأسيافنا دونهُ ** نُجالِدُ عَنْهُ بُغاةَ الأُمَمْ

بكلّ صقيلٍ، لهُ ميعةٌ ** رقيقِ الذبابِ، غموسٍ خذمْ

إذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظا ** مِ لمْ يَنبُ عنها، ولمْ ينثلِمْ

فذلكَ ما أورثتنا القرو ** مُ مجْداً تليداً، وعِزَّاً أشَمّ

إذا مرّ قرنٌ كفى نسلهُ ** وخلفَ إذا ما انقصمْ

فما إنْ من النّاسِ إلاّ لنا ** عليه، وإن خاس، فضلُ النعمْ

.قصيدة: مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ

مَنَعَ النّوْمَ، بالعِشاءِ، الهمومُ ** وَخيالٌ، إذا تغورُ النّجومُ

مِنْ حبِيبٍ أصابَ قلبَكَ مِنهُ ** سَقَمٌ، فهوَ داخلٌ مَكتومُ

يا لَقَوْمٍ هلْ يقتُلُ المرْءَ مِثلي ** وَاهنُ البَطشِ والعِظامِ، سَئومُ

همُّها العِطرُ، والفِرَاشُ، وَيعْلُو ** ها لُجَينٌ وَلُؤلُؤ مَنظُومُ

لوْ يَدِبُّ الحَوْليُّ مِنْ ولدِ الذّ ** رِّ عليها، لأندبتها الكلومُ

لمْ تفقها شمسُ النهارِ بشيءِ ** غيرَ أنّ الشبابَ ليسَ يدومُ

إنّ خالي خطيبُ جابيةِ الجو ** لانِ عندَ النُّعمانِ حينَ يقُومُ

وَأبي، في سُميحةَ، القائلُ الفا ** صلُ، يومَ التقتْ عليه الخصومُ

وأنا الصقرُ عندَ بابِ ابنِ سلمى ** يومَ نعمانُ في الكبولِ مقيمُ

وأبيٌّ، ووافدٌ أطلقا لي ** ثمّ رُحنا، وقُفلُهُمْ محْطومْ

وَرَهَنْتُ اليدَيْنِ عنهمْ جمِيعاً ** كلُّ كفٍّ فيها جزٌ مقسومُ

وَسَطَتْ نِسْبَتي الذّوائبَ منهمْ ** كلُّ دارٍ فيها أبٌ لي عظيمُ

ربّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ الما ** لِ، وجهْلٍ غطّى عليه النَّعيمُ

ما أبالي أنبَّ بالحزنِ تيسٌ ** أم لَحَاني بِظَهْرِ غَيْبٍ لئيمُ

تلكَ أفعالنا، وفعلُ الزبعرى ** خامِلٌ في صَديقِهِ، مَذْمومُ

وليَ البأسَ منكمُ، إذ حضرتمْ ** أسرةٌ منْ بني قصيٍّ، صميمُ

تِسعةٌ تحمِلُ اللواءَ، وطارَتْ ** في رعاعٍ منَ القنا، مخزومُ

لمْ يولوا، حتى أبيدوا جميعاً ** في مَقامٍ، وكلُّهُمْ مَذْمومُ

بِدَمٍ عاتِكٍ، وكانَ حِفاظاً ** أن يقيموا، إنّ الكريمَ كريمُ

وَأقاموا حتّى أُزِيرُوا شَعوباً ** والقنا، في نحورهمْ، محطومُ

وقريشٌ تلوذُ منا لواذاً ** لمْ يُقيموا، وخَفّ منها الحُلُومُ

لمْ تُطِقْ حملَهُ العَواتقُ منهم ** إنما يحملُ اللواءَ النجومُ