فصل: تفسير الآية رقم (46):

صباحاً 5 :46
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
18
الخميس
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (35):

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)}
{وَإِنْ خِفْتُمْ} علمتم {شِقَاق} خلاف {بَيْنِهما} بين الزوجين والإضافة للاتساع أي شقاقاً بينهما {فابعثوا} إليهما برضاهما {حُكْمًا} رجلاً عدلاً {مِّنْ أَهْلِهِ} أقاربه {وَحَكَماً مّنْ أَهْلِهَآ} ويوكل الزوج حكَمَه في طلاقِ وقبول عوض عليه وتوكل هي حكمها في الاختلاع فيجتهدان ويأمران الظالم بالرجوع أو يُفَرِّقانِ إن رأياه. قال تعالى: {إِن يُرِيدآ} أي الحكَمان {إصلاحا يُوَفّقِ الله بَيْنَهُمَآ} بين الزوجين أي يقدّرهما على ما هو الطاعة من إصلاح أو فراق {إِنَّ الله كَانَ عَلِيماً} بكل شيء {خَبِيراً} بالبواطن كالظواهر.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)}
{واعبدوا الله} وحِّدوه {وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً و} أحسنوا {بالوالدين إحسانا} برًّا ولينَ جانب {وَبِذِى القربى} القرابة {واليتامى والمساكين والجار ذِى القربى} القريب منك في الجوار أو النسب {والجار الجنب} البعيد عنك في الجوار أو النسب {والصاحب بالجنب} الرفيق في سفر أو صناعة، وقيل الزوجة {وابن السبيل} المنقطع في سفره {وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم} من الأرقاء {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً} متكبرا {فَخُوراً} على الناس بما أوتي.

.تفسير الآية رقم (37):

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)}
{الذين} مبتدأ {يَبْخَلُونَ} بما يجب عليهم {وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل} به {وَيَكْتُمُونَ مَا ءاتاهم الله مِن فَضْلِهِ} من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ (لهم وعيد شديد) {وَأَعْتَدْنَا للكافرين} بذلك وبغيره {عَذَاباً مُّهِيناً} ذا إهانة.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38)}
{والذين} عطف على (الذين) قبله {يُنْفِقُونَ أموالهم رِئَاء الناس} مرائين لهم {وَلاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ باليوم الأخر} كالمنافقين وأهل مكة {وَمَن يَكُنِ الشيطان لَهُ قَرِيناً} صاحباً يعمل بأمره كهؤلاء {فَسَاءَ} بئس {قَرِيناً} هو.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39)}
{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ ءَامَنُواْ بالله واليوم الأخر وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ الله} أي: أيُّ ضررٍ عليهم في ذلك؟ والاستفهام للإنكار و(لو) مصدرية أي لا ضرر فيه وَإنما الضرر فيما هم عليه {وَكَانَ الله بِهِم عَلِيماً} فيجازيهم بما عملوا.

.تفسير الآية رقم (40):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
{إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ} أحداً {مِثْقَالَ} وزن {ذَرَّةٍ} أصغر نملة بأن ينقصها من حسناته أو يزيدها في سيئاته {وَإِن تَكُ} الذرّة {حَسَنَةً} من مؤمن وفي قراءة بالرفع ف (كان) تامة {يضاعفها} من عشر إلى أكثر من سبعمائة وفي قراءة {يُضَعِّفْهَا} بالتشديد {وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ} من عنده مع المضاعفة {أَجْراً عَظِيماً} لا يقدّره أحد.

.تفسير الآية رقم (41):

{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)}
{فَكَيْفَ} حال الكفار {إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ} يشهد عليها بعملها وهو نبيها {وَجِئْنَا بِكَ} يا محمد {على هَؤُلاء شَهِيداً}.

.تفسير الآية رقم (42):

{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)}
{يَوْمَئِذٍ} يوم المجيء {يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرسول لَوْ} أي أن {تسوى} بالبناء للمفعول والفاعل مع حذف إحدى التاءين في الأصل ومع إدغامها في السين أي تتسوّى {بِهِمُ الأرض} بأن يكونوا ترابا مثلها لعظم هوله كما في آية أخرى {وَيَقُولُ الكافر الكافر ياليتنى كُنتُ ترابا} [40: 78] {وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً} عما عملوه وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون {والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [23: 6].

.تفسير الآية رقم (43):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة} أي لا تُصَلُّوا {وَأَنتُمْ سكارى} من الشراب لأن سبب نزولها صلاة جماعة في حال السكر {حتى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ} بأن تَصْحُوا {وَلاَ جُنُباً} بإيلاج أو إنزال ونصبه على الحال وهو يطلق على المفرد وغيره {إِلاَّ عَابِرِى} مجتازي {سَبِيلٍ} طريق أي مسافرين {حتى تَغْتَسِلُواْ} فلكم أن تصلوا واستثناء المسافر لأنّ له حكماً آخر سيأتي وقيل المراد النهي عن قربان مواضع الصلاة أي المساجد إلا عبورها من غير مكث {وَإِنْ كُنتُم مرضى} مرضاً يضرّه الماء {أَوْ على سَفَرٍ} أي مسافرين وأنتم جنب أو مُحْدِثُونَ {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّن الغائط} هو المكان المعدّ لقضاء الحاجة أي أحدث {أَوْ لامستم النساء} وفي قراءة {لمستم} بلا ألف وكلاهما بمعنى اللمس وهو الجس باليد قاله ابن عمر وعليه الشافعي وأُلحِقَ به الجَسُ بباقي البشرة وعن ابن عباس: هو الجماع {فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً} تتطهرون به للصلاة بعد الطلب والتفتيش وهو راجع إلى ما عدا المرضى {فَتَيَمَّمُواْ} اقصدوا بعد دخول الوقت {صَعِيداً طَيّباً} تراباً طاهراً فاضربوا به ضربتين {فامسحوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} مع المرفقين منه و(مسح) يتعدّى بنفسه وبالحرف {إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً}.

.تفسير الآية رقم (44):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44)}
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين أُوتُواْ نَصِيبًا} حظًّا {مّنَ الكتاب} وهم اليهود {يَشْتَرُونَ الضلالة} بالهدى {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السبيل} تخطئوا الطريق الحق لتكونوا مثلهم.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45)}
{والله أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} منكم فيخبركم بهم لتجتنبوهم {وكفى بالله وَلِيّاً} حافظاً لكم منهم {وكفى بالله نَصِيراً} مانعاً لكم من كيدهم.

.تفسير الآية رقم (46):

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)}
{مّنَ الذين هَادُواْ} قوم {يُحَرّفُونَ} يغيِّرون {الكلم} الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم {عَن مواضعه} التي وضع عليها {وَيَقُولُونَ} للنبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بشيء {سَمِعْنَا} قولك {وَعَصَيْنَا} أمرك {واسمع غَيْرَ مُسْمَعٍ} حال بمعنى الدعاء أي (لا سمعت) {وَ} يقولون له {راعنا} وقد نهي عن خطابه بها وهي كلمة سب بلغتهم {لَيّاً} تحريفاً {بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً} قدحاً {فِي الدين} الإسلام {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} بدل و(عصينا) {واسمع} فقط {وانظرنا} انظرْ إلينا بدل (راعنا) {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} مما قالوه {وَأَقْوَمَ} أعدل منه {وَلَكِن لَّعَنَهُمُ الله} أبعدهم عن رحمته {بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه.

.تفسير الآية رقم (47):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}
{ياأيها الذين أُوتُواْ الكتاب ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا} من القرآن {مُصَدِّقاً لّمَا مَعَكُمْ} من التوراة {مّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً} نمحو ما فيها من العين والأنف والحاجب {فَنَرُدَّهَا على أدبارها} فنجعلها كالأقفاء لوحاً واحداً {أَوْ نَلْعَنَهُمْ} نمسخهم قردة {كَمَا لَعَنَّا} مسخنا {أصحاب السبت} منهم {وَكَانَ أَمْرُ الله} قضاؤه {مَفْعُولاً} ولما نزلت أسلم عبد الله بن سلام فقيل كان وعيداً بشرط فلما أسلم بعضهم رُفع وَقيل يكون طمسٌ ومسخٌ قبل قيام الساعة.

.تفسير الآية رقم (48):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}
{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ} أي الإشراك {بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ} سوى {ذلك} من الذنوب {لِمَن يَشَاءُ} المغفرة له بأن يدخله الجنة بلا عذاب وَمن شاء عذبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة {وَمَن يُشْرِكْ بالله فَقَدِ افترى إِثْماً} ذنباً {عَظِيماً} كبيراً.

.تفسير الآية رقم (49):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)}
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ} وهم اليهود حيث قالوا: {نَحْنُ أبناؤا الله وأحباؤه} [5: 18] أي ليس الأمر بتزكيتهم أنفسهم {بَلِ الله يُزَكّى} يطهِّر {مَن يَشَآء} بالإيمان {وَلاَ يُظْلَمُونَ} ينقصون من أعمالهم {فَتِيلاً} قدر قشرة النواة.

.تفسير الآية رقم (50):

{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50)}
{انظُرْ} متعجباً {كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ} بذلك {وكفى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً} بيِّناً.

.تفسير الآية رقم (51):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51)}
ونزل في كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر وحرّضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين أُوتُواْ نَصِيباً مّنَ الكتاب يُؤْمِنُونَ بالجبت والطاغوت} صنمان لقريش {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} أبي سفيان وأصحابه حين قالوا لهم: أنحن أهدى سبيلاً ونحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل-.... أم محمد صلى الله عليه وسلم؟ وقد خالف دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم؟ {هَؤُلاء} أي أنتم {أهدى مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلاً} أقْوَم طريقا.

.تفسير الآية رقم (52):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}
{أُوْلَئِكَ الذين لَعَنَهُمُ الله وَمَن يَلْعَنِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} مانعاً من عذابه.

.تفسير الآية رقم (53):

{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)}
{أَمْ} بل أ {لَهُمْ نَصِيبٌ مّنَ الملك} أي ليس لهم شيء منه ولو كان {فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ الناس نَقِيراً} أي شيئاً تافهاً قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم.

.تفسير الآية رقم (54):

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)}
{أَمْ} بل {يَحْسُدُونَ الناس} أي النبي صلى الله عليه وسلم {على مَا ءاتاهم الله مِن فَضْلِهِ} النبوّة وكثرة النساء، أي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لاشتغل عن النساء {فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إبراهيم} جدّه كموسى وداود وسليمان {الكتاب والحكمة} والنبوّة {وءاتيناهم مُلْكاً عَظيماً} فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حُرَّةٍ وسُرِّية.