فصل: 55- باب البيان بأن النفل كان مشاعا لمن أخذه قبل أن ينزل القسمة

صباحاً 11 :17
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
17
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


18- باب سهم الفارس

1989- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا‏.‏

1990- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ مِثْلَهُ‏.‏

1991- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ قُرَيْبَةَ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةِ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ، وَلَهُ بسَهْمٍ‏.‏

1992- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حثَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي حثَمَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ وَلَهُ سَهْمًا‏.‏

1993- حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن الفضل، عن أبيه، عن أبي غطفان قال سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول‏:‏ للفرس سهم، للعربي والعجمي سواء‏.‏

1994- وقال محمد بن عمر، حدَّثنا عبد الله بن سليمان قال‏:‏ سألت عكرمة رضي الله عنه عن ذلك، قال‏:‏ هما سواء‏.‏

1995- حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا خالد بن إلياس، عن أبان بن صالح، عن عطاء بن يسار مثله‏.‏

1996- حدَّثنا محمد بن عمر، ثنا مالك وسفيان الثوري قالا‏:‏ هما في السهمين سواء، يعنى‏:‏ العربية والبراذين‏.‏

1997- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا داود بن رُشَيد، ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن إسحاق بن أبي فروة أن أبا حازم مولى أبي رهم أخبره، عن أبي رهم وأخيه إنهما كانا فارسين يوم حنين، فأعطيا ستة أسهم‏:‏ أربعة لفرسيهما، وسهمين لهما، فباعا السهمين ببكرين‏.‏

1998- حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى يَوْمَ بَدْرٍ الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سَهْمًا‏.‏

19- باب السبق والرمي وما جاء في فضل الرمي

1999- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيْسَ مِنَّا مَنْ أَجْلَبَ عَلَى الْخَيْلِ يَوْمَ الرِّهَانِ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا‏.‏

2000- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جميعا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَصَفَّحَ النَّاسَ، فَرَأَى رَجُلاً وَبِيَدِهِ فَرَسٌ عَرَبِيَّةٌ، فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا، وَرِمَاحِ الْقَنَا فَإِنَّ بِهَذَا يُمَكِّنُ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي الْبِلاَدِ وَيُؤَيِّدُ لَكُمُ النَّصْرَ‏.‏

2000- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، هُوَ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ بِهَذَا‏.‏

2001- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حدثني جَعْفَرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ‏.‏

2002- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى أنَّاسِ يَرْمُونَ، فَقَالَ‏:‏ خُذُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأَكْوَعِ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ، فَقَالَ‏:‏ خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ‏.‏

2003- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ وَهُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُنَاسٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأَكْوَعِ، فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرْمِي وَقَدْ قُلْتَ وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأَكْوَعِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ حِزْبَكَ لاَ يُغْلَبُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ‏.‏

2004- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ‏:‏ قَاتِلُوا أَهْلَ الْكُفْرِ، فَمَنْ بَلَغَ بِسَهْمِهِ فَلَهُ دَرَجَةٌ فقَيلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الدَّرَجَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ‏.‏

2005- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ثَلاَثٌ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَرْمِي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْعَدُوِّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ إِلاَّ كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ السَّهْمِ لَهُ كَعِدْلِ نَسَمَةٍ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابْيَضَّتْ مِنْهُ شَعْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلاَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا تَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْتَقَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَجْزِيَهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً‏.‏

2006- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمِيَ الرَّجُلُ بِمَرْمَاةٍ إِلاَّ مَرْمَاةً يَرَاهَا‏.‏

2007- حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأسًا بالرجلين يتراهنان بالسبق، وكان يكره أن يتفرقا بذلك‏.‏

2008- حدَّثنا يحيى بن سعيد‏:‏ يعنى القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ لا باس برهان الخيل إذا كان فيها فرس ليس دونها إن سبق كان له السبق، وإن لم يسبق لم يكن عليه شيء‏.‏

20- باب شدة العدو والمشي

2009- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ جِئْتُ مَحْضَرًا فِي مِثْلِ الرِّيحِ، فَمَرَرْتُ بِشِرْذَمَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ أَرَ قَبْلَهُمْ وَلاَ بَعْدَهُمْ مِثْلَهُمْ، مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ، قَرِيبًا مِنَ الثَّلاَثِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتُ ذَعِرًا‏.‏

2010- أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ إنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَشْيَ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالنَّسْلاَنِ، فَنَسَلْنَا، فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا‏.‏

2011- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ، سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الشَّارِقِ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْ يَوْمَئِذِ وَنَحْنُ وَرَاءَ الدَّرْبِ‏.‏

21- باب الأمر بتحسين السلاح وإعداده للجهاد

2012- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عيسى- هو ابن يونس-، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أشياخه قال إن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ وفروا أظفاركم في أرض العدو فإنها سلاح‏.‏

موقوف منقطع‏.‏

22- باب النهي عن إنزاء الحمار على الفرس العربية

2013- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ كتب عمر بن عبد العزيز‏:‏ أيما رجل من أهل الديوان انزى حمارًا على عربية فانتقصْه من عطائه عشرة دنانير‏.‏

2014- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِمَارٌ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ عُفَيْرٌ‏.‏

23- باب الدعاء عند اللقاء والأمر بالصمت

2015- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ، قَالَ‏:‏ اللَّهمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَاصِرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أُصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ قُلْتُ‏:‏ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ أَتَمَّ مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ أَيْضًا، كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ، وَرَأَيْتُ فِيَ نُسْخَةِ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَلَى هَذَا لاَ يُسْتَدْرَكُ‏.‏

2016- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلاَثٍ‏:‏ عِنْدَ تِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَعِنْدَ الزَّحْفِ، وَعِنْدَ الْجِنَازَةِ‏.‏

24- باب الشعار

2017- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَا كُلَّ خَيْرٍ‏.‏

25- باب الدعوة قبل القتال

سيأتي إن شاء الله في كتاب الإمارة في باب كيفية العهود إلى الأمراء‏:‏ كتاب النبي للعلاء بن الحضرمي، وفيه ما يدخل ها هنا‏.‏

2018- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ذَرٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَجْهًا، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ‏:‏ الْحَقْهُ وَلاَ تُذْعِرْهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَقُلْ لَهُ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَنْتَظِرَهَ، وَقُلْ لَهُ‏:‏ لاَ تُقَاتِلْ قَوْمًا حَتَّى تَدْعُوَهُمْ‏.‏

2019- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا بَعَثَ بَعْثًا، قَالَ‏:‏ تَأَلَّفُوا النَّاسَ، وَتَأَنَّوْا بِهِمْ، وَلاَ تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ، فَمَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ وَأَنْ تَأْتُونِي بِهِمْ مُسْلِمَيْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَقْتُلُوا رِجَالَهُمْ، وَتَأْتُونِي بِنِسَائِهِمْ‏.‏

2019- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي إِسْنَادِهِ‏.‏

2020- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا إِلَى اللاَّتِ وَالْعُزَّى، فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، فَسَبَوْا مُقَاتِلَهُمْ وَذُرِّيَّتَهُمْ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغَارُوا عَلَيْنَا بِغَيْرِ دُعَاءٍ، فَسَأَلَ أَهْلَ السَّرِيَّةِ، فَصَدَّقُوهُمْ، فَقَالَ‏:‏ رُدُّوهُمْ إِلَى مَأْمَنِهِمْ ثُمَّ ادْعُوهُمْ‏.‏

26- باب الكتابة إلى أهل الشرك قبل غزوهم

2021- قَالَ أَبُو يَعْلَى، وَالْبَزَّارُ مَعًا حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا قَالُوا‏:‏ فَمَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْرَأُهُ إِلاَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ هَكَذَا إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ‏.‏

27- باب كراهية الاستعانة بالمشركين

حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه في ذلك يأتي إن شاء الله تعالى قي غزوة أحد‏.‏

28- باب الترهيب من الفرار من الزحف

2022- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، قَالَ‏:‏ وَلاَ تَفِرَّ يَوْمَ الزَّحْفِ‏.‏

29- باب كراهية الجعل على الجهاد

2023- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ، يَعْنِي‏:‏ حَدِيثًا قَبْلَهُ، لَفْظُهُ‏:‏ مَا أَجِدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ غَزْوَتِهِ غَيْرَ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ قَالَهُ ليَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ فِي قِصَّةِ أَجِيرٍ لَهُ‏.‏

30- باب الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام

2024- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْهِجْرَةُ بَاقِيَةٌ مَا قُوتِلَ الْمُشْرِكُونَ‏.‏

31- باب لا هجرة بعد الفتح

2025- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ‏.‏

32- باب لا يجاهد العبد إلا بإذن سيده

2026- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَاتْبَعَهُ عَبْدٌ لاِمْرَأَةٍ مِنْهُمْ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ فُلاَنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُجَاهِدُ مَعَكَ قَالَ‏:‏ أَذِنَتْ لَكَ سَيِّدَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارْجِعْ إِلَيْهَا وَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلاَمَ وَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ‏:‏ اللَّهُ أَهُوَ أَمَرَكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيَّ السَّلاَمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَتِ‏:‏ ارْجِعْ، فَجَاهِدْ مَعَهُ‏.‏

33- باب لا جهاد على النساء

2027- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ أُمَّ كَبْشَةَ، امْرَأَةٌ مِنْ عُرَنَةَ، عُرَنَةَ قُضَاعَةَ، قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ قَالْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَيْسَ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ، إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَالْمَرِيضَ أَوْ أَسْقِيَ الْمَرِيضَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْلاَ أَنْ تَكُونَ سُنَّةً، وَأَنَّ فُلاَنَةَ خَرَجَتْ، لَأَذِنْتُ لَكِ وَلَكِنِ اجْلِسِي‏.‏

2027- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا‏.‏

34- باب المعاهدة مع أهل الشرك

2028- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ، فَقَالُوا لَهُ‏:‏ إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَأَوْثِقْ لَنَا نَأْمَنْكَ وَتَأْمَنَّا، قَالَ‏:‏ فَأَوْثَقَ لَهُمْ وَلَمْ يُسْلِمُوا‏.‏

2029- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أنا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ هُوَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَالَحَ بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ يَثْبُتُوا عَلَى دِينِهِمْ، وَلاَ يُنَصِّرُوا أَبْنَاءَهُمْ، وَإِنَّهُمْ قَدْ نَقَضُوا، وَإِنَّهُ إِنْ يَتِمَّ لِيَ الأَمْرُ قَتَلْتُ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَيْتُ الذُّرِّيَّةَ‏.‏

2029- حَدَّثَنَا عَبيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ابْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَالَحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنَّ لاَ يُنَصِّرُوا أَوْلاَدَهُمْ، فَإِنْ فَعَلُوا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمُ الذِّمَّةُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا، فَوَاللَّهِ لَئِنْ يتَمَّ لِيَ الأَمْرُ، لَأَقْتُلَنَّ مُقَاتِلَتَهُمْ وَلَأَسْبِيَنَّ ذَرَارِيهِمْ‏.‏

35- باب حكم المال الذي يهدى من أهل الشرك لوالي المسلمين

فيه حديث يأتي إن شاء الله تعالى في المغازي في غزوة تبوك أن قيصر بعث بدنانير هدية إلى النبي فقسمها‏.‏‏.‏‏.‏

36- باب هدر دم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العهد

2030- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ يَأْوِي إِلَى يَهُودِيَّةٍ وَكَانَتْ حَسَنَةَ الصَّنِيعِ إِلَيْهِ وَكَانَتْ تَسُبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَتْهُ، فَنَهَاهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ، فَقَتَلَهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ إِلَيَّ صَنِيعًا، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تَسُبُّكَ إِذَا ذَكَرَتْكَ، فَنَهَيْتُهَا، فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ، فَقَتَلْتُهَا، فَأَطَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَمَهَا‏.‏

2031- حدَّثنا هُشيم، ثنا حُصَين بن عبد الرحمن عمن أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما أتي براهب فقيل له‏:‏ إن هذا يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ لو سمعته لقتلته، إنا لم نعطهم الذمة ليسبوا نبينا‏.‏

2031- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن عيسى، ثنا هُشيم، عن حُصَين قال‏:‏ إن ابن عمر رضي الله عنهما مرَّ براهب نحوه‏.‏

2032- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة قال‏:‏ إن غرفة بن الحارث رضي الله عنه وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل وكان يلبس كل يوم ثوبًا- أو قال حلة لا تشبه الأخرى- يلبس في السنة ثلثمائة وستين ثوبًا، وكان له عهد فدعاه إلى الإسلام، فغضب، فسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقتله غرفة، فقال له عمرو بن العاص‏:‏ إنهم إنما يطمئنون إلينا للعهد، قال‏:‏ ما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏

37- باب الترهيب من نقض العهد

2033- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا نَقْضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ، وَلاَ ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ‏.‏

وَقَالَ الرَّوْيَانِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، بِهِ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

38- باب حفظ أهل الذمة وبيان ما يقتضي به عهدهم

2034- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن عيسى، ثنا حَمَّاد بن زيد، عن مجالد، عن الشَّعبي، عن سويد بن غَفَلة قال‏:‏ إن رجلاً من أهل الذمة نخس بالمرأة من المسلمين حمارها، ثم جابذها، فحال بينه وبينها عوف بن مالك رضي الله عنه، وضربه، فأتى عمر رضي الله عنه فذكر ذلك له، فدعا بالمرأة فسألها، فصدقت عوفًا رضي الله عنه، فأمر به فصلب، ثم قال عمر رضي الله عنه‏:‏ أيها الناس اتقوا الله في ذمة محمد، فلا تظلموهم، من فعل منهم مثل هذا فلا ذمة له‏.‏

39- باب النهي عن قتل النساء والولدان والشيوخ والوصفاء والعرفاء

2035- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ، وَاسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، فَرَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً، قَالَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ هَذِهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ‏:‏ الْحَقْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فقُلْ لْهَ‏:‏ لاَ تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلاَ صَبِيًّا وَلاَ عَسِيفًا وَالْعَسِيفُ‏:‏ الأَجِيرُ‏.‏

2036- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَغَضِبَ وَقَالَ‏:‏ نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلاَدِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ‏:‏ وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ‏.‏

2037- وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ هَذِهِ‏؟‏ فقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْدَفْتُهَا خَلْفِي، فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَقَتَلْتُهَا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِدَفْنِهَا‏.‏

وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي قِصَّةِ قَتْلِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ مِنَ الْمَغَازِي‏.‏

40- باب النصيحة للإمام

2038- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا‏:‏ لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

هذا الإسناد حسن، إلا أنه معلول، والمحفوظ ما رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبى صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري رضي الله عنه، وحديث تميم رضي الله عنه في صحيح مسلم‏.‏

2038 وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا‏.‏

41- باب أمان المسلم حتى المرأة والصغير

2039- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْهُمْ‏.‏

42- باب الوفاء بالعهد

2040- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ، أَوِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ، قَالَ سُفْيَانُ وَأَخْبَرَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضَهُ، وَلاَ أُخَلِّصُ مَا حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَمَا أَخْبَرَنِيهِ وَائِلٌ، قَالَ سُرَاقَةُ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ، فَجَعَلْتُ لاَ أَمُرُّ عَلَى مِقْنَبٍ مِنْ مَقَانِبِ الأَنْصَارِ إِلاَّ قَالُوا‏:‏ إِلَيْكَ إِلَيْكَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، يَعْنِي‏:‏ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَفَعْتُ الْكِتَابَ وَقُلْتُ‏:‏ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ‏:‏ وَقَدْ كَانَ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ لِي أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ يَعْنِي‏:‏ لَمَّا هَاجَرَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ، وَبِرٍّ، وَصِدْقٍ‏.‏

2040- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ، عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ، فَجَعَلْتُ لاَ أَمُرُّ عَلَى مِقْنَبٍ مِنْ مَقَانِبِ الأَنْصَارِ إِلاَّ قَرَعَ رَأْسِي، وَقَالُوا‏:‏ إِلَيْكَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ، قُلْتُ‏:‏ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ قَالَ سُفْيَانُ عَنَى بِقَوْلِهِ‏:‏ أَنَا، أَيْ‏:‏ صَاحِبُ الأَمَانِ الَّذِي كَتَبْتَ لِي فِي الرُّقْعَةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ لَهُ أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ حِينَ لَقِيَهُ يَوْمَ هَاجَرَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْغَارِ‏.‏

43- باب النهي عن المثلة

2041- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمُثْلَةِ‏.‏

2042- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى جِيُوَشَهُ أَنْ يُمَثِّلُوا بِأَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ‏.‏

44- باب الحرس

2043- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ لَيْلَةً مَحْرَسِي لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ غَيْرِي، فَأَتَيْتُ الْبِنَاءَ، فَصَعِدْتُ عَلَيْهِ وَالْبِنَاءُ مَوْضِعُ الْحَرَسِ، فَجَعَلَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ الْبَحْرَ مُشْرِفُ حَتَّى يُحَازِي رُؤُوسَ الْجِبَالِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارٍ، وَأَنَا مُسْتَيْقِظٌ، ثُمَّ نِمْتُ، فَرَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي رَايَةً، وَكَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ خَلْفِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ، رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَقِيتُ أَمِيرَ الْجَيْشِ وَأَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالاَ لِي‏:‏ أَيْنَ النَّاسُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ رَجَعُوا قَبْلِي، فَقَالاَ‏:‏ لِمَ لاَ تَصْدُقْنَا، نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ‏:‏ فَأَخْبَرْتُهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ غَيْرِي قَالَ أَبُو صَالِحٍ‏:‏ فَمَا رَأَيْتَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ لَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ فِيمَا رَأَيْتُ أَنَّ الْبَحْرَ يُشْرِفُ حَتَّى يُحَاذِيَ رُؤُوسَ الْجِبَالِ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ‏:‏ صَدَقْتَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلاَّ وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَنْقَضِي عَلَيْهِمْ، يَعْنِي‏:‏ يَتدَفَّقُ، فَيكِهِ اللَّهُ تَعَالَى قُلْتُ‏:‏ وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَّايَةَ، وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ مَعِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ، فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ‏:‏ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَنَفُوزَنَّ بِأَجْرِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ اللَّيْلَةَ قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ مُبَاعِدًا إلِي قَبْلَ ذَلِكَ، فَكَأَنَّهُ اطْمَأَنَّ إِلَيَّ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي، وَقَالَ‏:‏ أَوْصَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ نَشْتَرِكَ ثَلاَثَةٌ‏:‏ فَرَجُلٌ يَبِيعُ عَلَيْنَا، وَرَجُلٌ يَغْزُو، وَرَجُلٌ يَجْلِبُ عَلَيْنَا، فَهَذِهِ نَوْبَتِي، فَأَنَا الْآنَ قَافِلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ‏.‏

2044- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ‏:‏ عَيْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏

2045- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شَبِيبِ بْنِ بَشرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ، أَبَدًا عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلَأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى‏.‏

2046- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ‏:‏ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏:‏ حُرِّمَ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ يَنَالَهُمَا النَّارُ‏:‏ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الْإِسْلاَمَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ‏.‏

2047- وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمَّ مُبَشِّرٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ‏.‏

الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ‏.‏

45- باب حكم الأرض التي يفتتحها أهل الشرك

2048- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْوَزِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ مَنْحَهُ الْمُشْرِكُونَ أَرْضًا فَلاَ أَرْضَ لَهُ‏.‏

2048- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، بِهِ‏.‏

46- باب في الطعام يوجد في أرض العدو

2049- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ‏:‏ كُلُوا وَاعْلِفُوا وَلاَ تَحْمِلُوا‏.‏

47- باب النهي عن التصرف في الغنيمة قبل القسمة

2050- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زِيَادٍ الْمُصَفِّرِ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ رُفَيْعٍ، وَكَانَ يُؤَمَّرُ عَلَى السَّرَايَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ، الرَّجُلُ يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ يَقْسِمَ، ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَى الْقَسْمِ، أَوْ يَلْبَسَ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلَقَ، ثُمَّ يَرُدَّهُ إِلَى الْقَسْمِ‏.‏

48- باب العطاء الحكم فيما فضل منه

2051- قال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا عاصم بن كليب، أخبرني أبي أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول‏:‏ كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى صلاة جلس للنّاس لمن كانت له حاجة، فإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل، قال‏:‏ فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن، قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ فحضرت الباب فقلت‏:‏ يا يرفأ أبأمير المؤمنين شكاة‏؟‏ قال‏:‏ ما بأمير المؤمنين من شكوى، فجلست، فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فجلس، فخرج يرفأ فقال‏:‏ قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس، فدخلا على عمر رضي الله عنه، فإذا بين يديه صبر من مال على كل صبرة منها كتف، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة فخذا هذا المال فاقسماه، فما كان من فضل فردا، قال‏:‏ فأما عثمان رضي الله عنه فحثا، وأما أنا فجثوت على ركبتي فقلت‏:‏ وإن كان نقصانًا رددت علينا، فقال‏:‏ شنشنة من أخشن- يعني حجرًا من جبل-، أما كان هذا عند الله إذ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون القد، فقلت‏:‏ بلى والله لقد كان هذا عند الله عز وجل ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع، فغضب عمر رضي الله عنه، وقال‏:‏ أخبرني صنع ماذا‏؟‏ قلت‏:‏ إذًا لأكل وأطعمنا، قال‏:‏ فنشج عمر رضي الله عنه حتى اختلفت أضلاعه ثم قال‏:‏ وددت إني خرجت منها كفافًا لا لي ولا علي‏.‏

2051- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان بهذا‏.‏

وسيأتي إن شاء الله تعالى في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشياء من هذا‏.‏

49- باب الإقطاع

2052- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْطَعْنِي الْبَحْرَيْنَ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ تَشَهَّدَ لَكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

فِيهِ انْقِطَاعٌ‏.‏

2053- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَخْبَرَنَا‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الأَرْحَبِيِّ‏:‏ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ، سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ، أَمَّا بَعْدُ‏:‏ إِنِّي أَسْتَعْمِلُكَ عَلَى قَوْمِكَ عَرَبِيِّهِمْ وَعَجَمِيِّهِمْ، وَمَوَالِيهِمْ، وَجُمْهُورِهِمْ، وَحَوَاشِيهِمْ، وَأُقْطِعُكَ مِنْ ذُرَةِ يَسَارٍ مِائَتَيْ صَاعٍ، وَمِنْ زَبِيبِ خَيْوَانَ مِائَتَيْ صَاعٍ، جَارٍ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا قَالَ قَيْسٌ‏:‏ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا أَحَبُّ إِلَيَّ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَبْقَى عَقِبِي أَبَدًا قَالَ يَحْيَى‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ عَرَبِيِّهِمْ‏:‏ يَعْنِي‏:‏ أَهْلَ الْبَادِيَةِ وَجمُهورُهُمْ‏:‏ أَهْلُ الْقُرَى قُلْتُ‏:‏ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَأَنْكَرُ مَا فِيهِ قَوْلُهُ‏:‏ كَتَبَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ‏.‏

2054- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ رَزِينٍ الأَسْلَمِيُّ أَبُو أَنَسٍ، ثني أَبِي، عَنْ جَدِّي رَزِينِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلاَمُ كَانَتْ لِي بِئْرٌ، فَخِفْتُ أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَنَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ لِي كِتَابًا‏:‏ مَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا وَقَالَ‏:‏ فَمَا قَاضَيْنَا بِهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلاَّ قَضَى لَنَا بِهِ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ فِي الْكِتَابِ هِجَاءٌ كَانَ‏:‏ كُونُ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ فَهْدٌ، قَالَ الْفَلاَّسُ‏:‏ مَتْرُوكٌ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِعِلُوٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ فَهْدٍ، وَابْنِ مَنْدَهْ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الرَّازِيِّ، عَنْ فَهْدٍ، وَالطَّبَرِيُّ، وَغَيْرُهُ مِنْ طَريْقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ نَائِلِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ اسْتَقْطَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رُكْيةً الْحَدِيثُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا أَصْوَابُ قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ‏:‏ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يُونُسَ الشِّيرَازِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ عُمَرَ الْحُسَيْنِيِّ، عَنْ نَائِلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَزْمِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ، ثني أَبِي، عَنْ لُبَابَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْكِتَابَ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَزِينِ بْنِ أَنَسٍ‏.‏

2055- وقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدَّثنا عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي، ثنا حجاج بن دينار، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال‏:‏ جاء عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالا‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عندنا أرضًا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها، قال‏:‏ فأقطعها إياها وكتب لهما عليه كتابًا‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

وهو في باب الوزراء من كتاب الإمارة‏.‏

2056- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا عبد العزيز بن أبان، نا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل، ثني عبد الملك بن أبي حرة الأسدي، عن أبيه- وكان من أعلم الناس بالسواد – قال‏:‏ استقضى عمر ربن الخطاب رضي الله عنه فكتب إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بعشر خصال، فحفظت ستًا ونسيت أربعًا‏:‏ لا تقطعن إلا مال كسرى، وأهل بيته، أو من قتل في المعركة، أو دور البرد، أو موضع السجون، ومغيض الماء والآجام‏.‏

50- باب من أسلم على شيء فهو له

2057- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ‏.‏

2058- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْشَى، قَالَ‏:‏ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَبْدَ إِذَا أَسْلَمَ، فَجَاءَ مَوْلاَهُ، فَأَسْلَمَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ‏.‏

51- باب الجزية والهدنة

حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه في الكتاب إلىهرقل إن شاء الله تعالى في المغازي‏.‏

2059- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا فُضيل، عن ليث، عن مجاهد قال‏:‏ يُقاتل أهل الأوثان على الصلاة، ويُقاتل أهل الكتاب على الجزية‏.‏

2059- وقال وكيع، حدَّثنا فُضيل بن عياض مثله‏.‏

2060- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله، ثنا قتادة، عن الحسن، عن الأحنف قال‏:‏ أن عمر رضي الله عنه اشترط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة، وأن لا يصنعوا القناطر، فإن قتل رجل من المسلمين في أرضهم فعليهم ديته‏.‏

2061- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا عَبْدة، عن عُبيد الله، عن نافع، عن أسلم مولى عمر رضي الله عنه قال‏:‏ كتب عمر رضي الله عنه إلى أمراء الجزية أن لا يضعوا الجزية على النساء والصبيان، وكان عمر رضي الله عنه يختم أهل الجزية في أعناقهم‏.‏

2062- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ الْإِسْلاَمَ، فَمَنْ أَسْلَمَ قَبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ، عَلَى أَنْ لاَ يُنْكَحَ لَهُمُ امْرَأَةٌ، وَلا تُؤْكَلَ لَهْمُ ذَبِيحَةٌ‏.‏

2062- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، نَحْوَهُ‏.‏

2063- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثني أَبُو سَعْدٍ هُوَ الْبَقَّالُ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ‏:‏ عَلاَمَ تُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ مِنَ الْمَجُوسِ وَلَيْسُوا أَهْلَ كِتَابٍ‏؟‏ فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسْتَوْرِدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَتَطْعَنُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ الْبَدَاءْ قَالَ سُفْيَانُ يَقُولُ‏:‏ اجْلِسَا، فَجَلَسَا فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْمَجُوسِ، كَانَ لَهُمْ عِلْمٌ يَعْلَمُونَهُ وَكِتَابٌ يَدْرِسُونَهُ وَإِنَّ مَلِكَهُمْ سَكِرَ يَوْمًا، فَوَقَعَ عَلَى ابْنَتَهِ أَوْ أُخْتِهِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، فَلَمَّا صَحَا جَاؤُوا يُقِيمُونَ عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ، وَدَعَا أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ، فَقَالَ‏:‏ أَتَعْلَمُونَ دِينًا خَيْرًا مِنْ دِينِ آدَمَ، وَقَدْ كَانَ يُنْكِحُ بَنِيهِ بَنَاتِهِ، وَأَنَا عَلَى دِينِ آدَمَ، فَمَا يَرْغَبُ بِكُمْ عَنْ دِينِهِ‏؟‏ فَبَايَعُوهُ وَقَاتَلُوا الَّذِينَ خَالَفُوهُمْ حَتَّى قُتِلُوا، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ أُسْرِيَ عَلَى كِتَابِهِمْ، فَرُفِعَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ، وَذَهَبَ الْعِلْمُ الَّذِي فِي صُدُورِهِمْ، فَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ‏.‏

2063- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا‏.‏

52- باب قسم الفيء والغنيمة

2064- قال ابن ابي عمر‏:‏ حدَّثنا المقرئ، ثنا المسعودي، عن القاسم قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ والذي لا الله غيره لقد قسم الله تعالى هذا الفيء على لسان محمد قبل أن يفتح فارس والروم‏.‏

2065- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْقَيْنَ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَجَاوِزٌ وَادِيَ الْقُرَى، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِلَى مَا تَدْعُونَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ قَالَ‏:‏ فَهَذَا الْمَالُ هَلْ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خُمُسٌ لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ لِهَؤُلاَءِ، وَإِنِ انْتَزَعْتَ مِنْ جَيْبِكَ سَهْمًا فَلَسْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ قَالَ‏:‏ فَمَا هَؤُلاَءِ‏؟‏ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ الْيَهُودُ قَالَ‏:‏ وَمَا هَؤُلاَءِ‏؟‏ يَعْنِي‏:‏ الضَّالِّينَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ النَّصَارَى‏.‏

2065- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنَ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُمِرْتَ بِهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَؤُلاَءِ‏؟‏ يَعْنِي‏:‏ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْيَهُودُ، قُلْتُ‏:‏ وَمَنْ هَؤُلاَءِ‏؟‏ يَعْنِي الضَّالِّينَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ النَّصَارَى، قُلْتُ‏:‏ فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ‏.‏

53- باب سهم ذوي القربى

2066- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ وَاسْمُهُ بَاذَانُ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ‏:‏ أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِتَسْأَلُهُ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ سَهْمُ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ فِي حَيَاتِي، وَلَيْسَ لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِي قُلْتُ‏:‏ هَذَا اللَّفْظُ لَمْ يُخْرِجُوهْ، وَابْنُ السَّائِبِ وَهُوَ الْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ‏.‏

54- باب جريان السهام فيما بيع بذهب أو فضه

2067- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا بشر بن المفضل، نا ابن عون، عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز، عن فضالة بن عبيد قال‏:‏ إن أناسًا يريدون أن يستنزلوني عن ديني، وإني والله لأرجو أن لا أزال عليه حتى أموت، ما من شيء بيع بذهب أو فضه ففيه خمس الله، وسهام المسلمين‏.‏

55- باب البيان بأن النفل كان مشاعا لمن أخذه قبل أن ينزل القسمة

2068- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بَعَثَنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ، وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ‏.‏

56- باب قسم الفيء لمن هاجر ولمن وقع ذلك ببلده

2069- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سفيان بن وهب الخَوْلاني قال‏:‏ شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال‏:‏ أما بعد فإن هذا الفيء أفاءه الله عليكم، الرفيع فيه والوضيع بمنزلة، ليس بأحد أحق به من أحد، إلا ما كان من هذين الحيين لخم وجذام، فإني غير قاسم لهم شيئًا، فقام رجل من لخم فقال‏:‏ يا ابن الخطاب أنشدك الله في العدل، فقال‏:‏ إنما يريد ابن الخطاب العدل والسوية، والله إني لأعلم لو كنت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم وجذام إلا القليل، فلا أجعل من تكلف السفر وابتاع الظهر يوم إنما قاتلوا في ديارهم، فقام أبو حديرج فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إن كان الله تعالى ساق إلينا الهجرة في ديارنا، فنصرناها، وصدقناها، فذاك الذي يذهب حقنا في الإسلام، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ والله لأقسمن ثلاث مرات، ثم قسم بين الناس، فأصاب كل رجل نصف دينار إذا كانت معه امرأته أعطاه دينارًا، وإذا كان جده أعطاه نصف دينار‏.‏

57- باب رد الغنيمة قبل القسمة

2070- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَتْنِي قُتَيْلَةُ بِنْتُ جَمِيعٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ فِي إِبِلٍ لِي أَرْعَاهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَغَارَتْ عَلَيْهَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ خَيْلُ أَصْحَابِهِ، فَجَمَعْتُ إِبْلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ، فَتَفَاجَّ يَبُولُ، فَنَزَلْتُ عَنْهُ وَرَكِبْتُ نَاقَةً مِنْهَا، فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا وَسَاقُوا الْإِبِلَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّهَا عَلَيَّ، وَلَمْ يَكُنْ قَسَمَهَا بَعْدُ‏.‏

2071- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى- هو ابن سعيد-، نا ثور بن يزيد، عن ابن عون، عن الحارث بن قيس، عن الأزهر بن يزيد الرهاوي قال‏:‏ أبقت أمة فلحقت بالعدو، فاغتنمها المسلمون، فعرفها المراديون، فأتوا أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فقالوا‏:‏ أمتنا أبقت منا، فقال‏:‏ ما عندي في هذا علم، ولكني كاتب إلى امير المؤمنين، فانتظروا كتابه، فسكت المراديون حينًا، فقال‏:‏ قد جاءني كتاب عمر رضي الله عنه في أمتكم إن خمست وقسمت فسيبل ذلك، إلا فارددها على أهلها، فقالوا‏:‏ الله لعمر كتب بذلك، فقال‏:‏ الله وما يحل لي أن أكذب‏.‏

58- باب السلب للقاتل

2072- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَا يُخَمِّسَانِ السَّلَبَ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ‏.‏

59- باب النفل

2073- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْنصْرِيُّ، قَالَ‏:‏ النَّفَلُ حَقٌّ، نَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ‏.‏

- وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي‏:‏ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بِهِ‏.‏

- وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ‏.‏

- وَقَالَ الْبَاوَرْدِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا مُطَيِّنُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ‏.‏

وَالْحَدِيثُ مَعْلُولٌ‏.‏

- قَالَ ابْنُ عَائِذٍ فِي الْمَغَازِي حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ، وَحَفْصُ بْنُ غَيْلاَنَ، أَنَّهُمْ سَمِعُوا مَكْحُولاً يُحَدِّثُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ قَاتَلَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَثَبَتَتْ طَائِفَةٌ عِنْدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَاتَلَتْ بِالأَسْلاَبِ وَأَشْيَاءَ أَصَابُوهَا، فَقُسِمَتِ الْغَنِيمَةُ بَيْنَهُمْ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ مَكْحُولٌ‏:‏ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَجَّاجُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَصْرِيُّ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ إِسْنَادِهِ إِلاَّ هَيْبَتُهُ‏.‏

- قَالَ شَيْخُنَا‏:‏ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلصَّحَابِيِّ، وَعَلَى أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ سُهَيْلٌ، لاَ عَبْدُ اللَّهِ‏.‏

60- باب التألف على الإسلام

2074- قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلاَتَيْنِ، فَقَبِلَ مِنْهُ‏.‏

61- باب إيثار الإمام بعض الرعية برضا الباقين

2075- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا زهير، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، ثنا عبد الله بن أبي مُلَيْكة، عن ذكوان مولى عائشة، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ إن دُرْجًا أتى به عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنظر إليه أصحابه فلم يعرفوا قيمته، فقال‏:‏ أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة رضي الله عنها لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، فأتي به عائشة رضي الله عنها ففتحته، فقيل‏:‏ هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالت رضي الله عنها‏:‏ ماذا فتح عليّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تبقني لعطية قابل‏.‏

62- باب كراهية استئثار الإمام بشيء من الغنيمة قبل القسمة

2076- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَصَابَ الْمُهَاجِرُونَ قُبَّةً مِنْ أَدَمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ أَوْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ طِبْنَا بِهَا لَكَ نَفْسًا فَخُذْهَا تَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَسْتَظِلُّ بَعْضُنَا مَعَكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتُحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّكُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ نَارٍ‏؟‏

63- باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

2077- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ الْحَكَمِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ مِنْ بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ أَصَابَ رَقِيقًا، فَذَهَبَتْ هِيَ وَأُخْتُهَا حَتَّى دَخَلَتَا عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَذَهَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُنَّ وَيَشَكَيْنَ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَبَقَكُنَّ يَتَامَى أَهْلِ بَدْرٍ قُلْتُ‏:‏ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، لَكِنْ قَالَ‏:‏ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ‏.‏

64- باب تعظيم شأن الغلول

2078- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنْ لَمْ تَغُلَّ أُمَّتِي لَمْ يَقُمْ لَهُمْ عَدُوٌّ أَبَدًا فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ‏:‏ هَلْ ثَبَتَ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَةَ شَاةٍ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَثَلاَثِ شِيَاهٍ عُزُزٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ غَلَلْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ الْعَزَزُ‏:‏ ضِيقُ الْإِحْلِيلِ‏.‏

2079- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ، خَيْطٌ وَلاَ مَخِيطٌ، لِآخِذٍ وَلاَ مُعْطِي إِلاَّ بِحَقٍّ‏.‏

2079- حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ لَيْثًا، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ يَحِلُّ مِنْهُ خَيْطٌ وَلاَ مَخِيطٌ لِآخِذٍ وَلاَ مُعْطٍ‏.‏

2080- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، وَتَغْلِبُونَنِي، تَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ وَالْجَنَادِبِ، فَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ بِحُجَزِكُمْ وَأَنَاقِرِكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَتَرِدُونَ عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا، فَأَعْرِفُكُمْ بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الْإِبِلِ فِي إِبِلِهِ، وَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَأَقُولُ‏:‏ أَيْ رَبِّ قَوْمِي، أَيْ رَبِّ أُمَّتِي، فَيَقُولُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ بَعْدَكَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابِهِمْ فَلاَ أَعْرِفَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدَكُمْ يَحْمِلُ شَاةً لَهَا ثُغَاءٌ، فَيُنَادِي‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ‏:‏ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ، وَلاَ أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ فَرَسًا لَهَا حَمْحَمَةٌ، فَيُنَادِي‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ‏:‏ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ، وَلاَ أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ سِقَاءً مِنْ أَدَمٍ، فَيُنَادِي‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ‏:‏ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ‏.‏

65- باب النهي عن بيع السهام قبل أن تقسم

2081- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، وَمَكْحُولٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُبَاعَ السِّهَامُ حَتَّى تُقْسَمَ‏.‏

66- باب فدي الأسارى

2082- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال‏:‏ سمعت عاصم بن كليب يحدث عن أبيه قال‏:‏ أتينا عمر رضي الله عنه وهو في فسطاطه، فناديت أنا فلان بن فلان الجرمي، وإن ابن أخت لنا عان في سبي فلان، وقد عرضت عليهم قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا نتحدث أن القضية أربع، قال ابن إدريس‏:‏ هم عناة- أي أسرى- كانوا أسروا في الجاهلية‏.‏

هذا حديث حسن‏.‏

2083- أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن يحيى الغساني، عن عمر بن عبد العزيز قال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى فيما تسابت فيه العرب من الفداء أربعمائة‏.‏

2084- أخبرنا أبو بكر بن عياش، ثنا أبو حُصَين، عن الشَّعبي قال قال عمر رضي الله عنه ليس على عربي ملك، ولسنا بنازعين من يد رجل سبيًا أسلم عليه، ولكنا نقومه خمسًا من الإبل‏.‏

2085- أخبرنا حفص بن غياث، عن أبي سلمة- وهو محمد بن أبي حفصة-، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مِهْرَان، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال لي عمر رضي الله عنه حين طعن‏:‏ أعلم إن كل أسير من المؤمنين في أيدي المشركين ففكاكه من بيت مال المسلمين‏.‏

2086- أخبرنا عمرو بن محمد، ثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السُّدي، عن عبد خير قال‏:‏ غزونا مع سلمان بن ربيعة الى بلنجر فحاصرنا أهلها، فبينما نحن كذلك اذ رمي سلمان بحجر فأصاب رأسه، فقال‏:‏ إن مت فادفنوني في أصل هذه المدينة، فمات فدفناه حيث قال، فحاصرنا أهلها ففتحنا المدينة، وأصبنا سبيًا وأموالاً كثيرة، وأصاب رجل منا ألف درهم وأكثر، فلما أقبلنا راجعين انتهينا الى مكان يقال له السد، فلم نطق أن نأخذ فيه حتى استبطنا البحر، فخرجنا على موقان وجيلان والديلم، فجعلنا لا نمر بقوم إلا سألوننا الصلح، وأعطونا الرهن، حتى أيس الناس منا ههنا- يعني بالكوفة-، وبكوا علينا، وقال فينا الشعراء، قال‏:‏ فاشترى عبد الله بن سلام رضي الله عنه يهودية بسبعمائة درهم، فلما مر برأس الجالوت نزل به، فقال عبد الله‏:‏ يا رأس الجالوت هل لك في عجوز من قومك تشتريها مني‏؟‏ فقال‏:‏ نعم، فقال‏:‏ أخذتها بسبعمائه درهم، فقال‏:‏ ولك ربح سبعمائة درهم، قال‏:‏ فقلت‏:‏ لا، قال‏:‏ فلا حاجة لي بها، قلت‏:‏ والله لتأخذنها بما قامت، أو لتكفرن بدينك الذي أنت عليه، فقال‏:‏ والله لا أشتريها منك بشيء أبدًا، قال‏:‏ فقال له عبد الله بن سلام رضي الله عنه‏:‏ ادن، فدنا منه فقرأ عليه ما في التوراة‏:‏ إنك لا تجد مملوكًا من بني إسرائيل إلا اشتريته بما قام، وأعتقته، قال‏:‏ ‏{‏وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 85‏]‏ الآية فقال‏:‏ والله لأشترينها منك بما قامت، قال‏:‏ فإني حلفت أن لا أنقصها من أربعة آلاف درهم، قال‏:‏ فجاءه بأربعة آلاف درهم، فرد عليه ألفي درهم، وأخذ ألفين، قال عبد خير‏:‏ فلما قدمت أتيت الربيع بن خثيم أسلم عليه، وقد أصاب رقيقًا كثيرًا، قال‏:‏ فقرأ‏:‏ ‏{‏لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 92‏]‏ فأعتقهم‏.‏

67- باب المكر والخداع في الحرب

2087- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ‏:‏ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ، قَالَ‏:‏ أَحْسَبُهُمْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ لا بَلْ هَذَا الْمَكَانَ، قَالَ‏:‏ فَحَفَرُوا، فَأَلْقَاهُمْ فِيهِ، ثُمَّ دَخَلَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ آنِفًا عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكَ فِيهِمْ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَقُلْ، إِنَّمَا أَنَا مُكَائِدٍ أَرَأَيْتَ لَوْ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ، مَا كَانَ‏.‏

صَحِيحٌ‏.‏

2088- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ الأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَوَّارِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجِيَّةَ، قَالَ‏:‏ دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَرْبُ خُدْعَةٌ‏.‏

تابعه محمد بن سعيد، عن عبد الله بن بكير، أخرجه البزار‏.‏

2089- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْحَرْبُ خِدَاعٌ‏.‏

23- كتاب الخلافة والإمارة

2090- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا عُبيد الله‏:‏ هو القواريري، ثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبيع قال قيل لعلي رضي الله عنه‏:‏ ألا تستخلف‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

2091- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا النَّضر بن شُميل، ثنا عبد الجليل- هو ابن عطية-، ثنا أبو مِجْلَز قال‏:‏ ثم إن عمر رضي الله عنه استلقى في حائط من حيطأن المدينة‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر قصة، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ من تستخلفون بعدي‏؟‏ فقال له رجل من القوم‏:‏ الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال‏:‏ إذًا تستخلفون شحيحًا غلقًا- يعنى سيئ الأخلاق- فقال رجل‏:‏ نستخلف طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال‏:‏ كيف تستخلفون رجلاً كان أول شيء نحله رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضًا نحلها إياها فجعلها في مهر يهودية‏؟‏ ‏!‏ فقال رجل من القوم‏:‏ نستخلف عَلِيًّا رضي الله عنه، فقال‏:‏ إنكم لعمري ما تستخلفونه، والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحق وإن كرهتم، قال‏:‏ فقال الوليد بن عقبة رضي الله عنه‏:‏ قد علمنا الخليفة من بعدك، فقعد، فقال‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان الوليد أخا عثمان لأمه، فقال‏:‏ فكيف بحب عثمان رضي الله عنه المال، وبره بأهل بيته‏.‏

2092- أخبرنا جرير- هو ابن عبد الحميد-، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي، عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال‏:‏ كان أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما يتناجيان بينهما حديثًا، فقلت لهما‏:‏ أما حفظتما في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكرانه، فقالا‏:‏ إنما بدو هذه الأمة نبوة ورحمة، ثم كائن خلافة ورحمة، ثم كائن ملكًا عضوضًا، ثم كائن عتوًا وجبرية وفسادًا في الأمة، يستحلون الخمور والفروج، وفسادًا في الامة ينصرون على ذلك ويرزقون حتى يلقوا الله عز وجل‏.‏

هذا حديث حسن‏.‏

2092- رواه الطيالسي، عن جرير بن حازم، عن ليث نحوه‏.‏

2092- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا ابو خيثمة، ثنا جرير- هو ابن عبد الحميد-‏.‏

2092- قال‏:‏ و حدَّثنا محمد بن المنهال، ثنا عبد الواحد عن ليث به‏.‏

2093- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد‏.‏

2093- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا أبو أسامة، قالا‏:‏ ثنا المجالد، عن الشَّعبي، عن مسروق قال‏:‏ جاء رجل الى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال‏:‏ هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء‏؟‏ فقال‏:‏ نعم، وما سألني عنها أحد قبلك، وإنك لمن أحدث القوم سنًا، قال‏:‏ يكونون عدة نقباء موسى، اثني عشر نقيبًا‏.‏

2093- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا شيبان بن فروخ، ثنا حماد، عن مجالد به‏.‏

2093- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا جرير، عن الأشعث بن سَوَّار، عن الشَّعبي، عن عمه قيس بن عبد جاء أعرابي إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فذكر مثله، إلا إنه لم يقل لمن أحدث القوم سنًا‏.‏

2094- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن سماك بن سلمة، عن تميم بن حذلم قال‏:‏ أول من سلم عليه بالامارة بالكوفة مغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فكرهه ثم أقره‏.‏

1- باب كراهية الإمارة لمن لم يقدر عليها

2095- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَجَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلاَسِلِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْتَخِرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ، يَقُولُونَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَنْفِرُوا مَنْ مَرُّوا بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَمَرُّوا بِنَا فِي دِيَارِنَا، فَاسْتَنْفَرُونَا، فَنَفَرْنَا مَعَهُمْ، فَقُلْتُ‏:‏ لَأَتَخَيَّرَنَّ لِنَفْسِي رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْدُمُهُ وَأَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ، فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَصَحِبْتُهُ، وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ نحلُّهُ عَلَيْهِ إِذَا رَكِبَ، لَبِسُهُ جَمِيعًا إِذَا نَزَلْنَا، وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَيَّرَتْهُ بِهِ هَوَازِنُ، فَقَالُوا‏:‏ ذَا الْجِلاَلِ نُبَايِعُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَيْنَا غَزَاتَنَا وَرَجَعْنَا وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ قُلْتُ لَهُ‏:‏ إِنِّي قَدْ صَحِبْتُكَ وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ وَلَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْءٍ، فَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَذْكُرَهُ لِي، اعْبُدِ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَلاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ قُلْتُ‏:‏ أَمَّا الصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ فَقَدْ عَرَفْتُهُمَا، وَأَمَّا الْإِمَارَةُ، فَإِنَّمَا يُصِيبُ النَّاسُ الْخَيْرَ مِنَ الْإِمَارَةِ، قَالَ‏:‏ إِنَّكَ قَدْ اسْتَجْهَدْتَنِي فَجَهَدْتُ لَكَ، إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلاَمِ طَوْعًا وَكَرْهًا، فَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَهُمْ عُوَّاذُ اللَّهِ، وَجِيرَانُ اللَّهِ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ، وَمَنْ يَظْلِمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَإِنَّمَا يَخْفِرُ رَبَّهُ، وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُؤْخَذُ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرُهُ، فَيَظَلُّ بَاقِي عَضَلَتَهُ غَضَبًا لِجَارِهِ، وَاللَّهِ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى دِيَارِنَا وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتَخْلَفُوا أَبَو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنِ اسْتُخْلِفَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالُوا‏:‏ صَاحِبُكَ أَبُو بَكْرٍ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ خَالِيًا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَمَا تَعْرِفُنِي‏؟‏ أَنَا صَاحِبُكَ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قُلْتُ‏:‏ أَمَا تَحْفَظُ مَا قُلْتَ لِي‏؟‏ لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنٍ، وَتَأَمَّرْتَ عَلَى النَّاسِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، وَحَمَلَنِي أَصْحَابِي وَخَشِيتُ أَنْ يَرْتَدُّوا، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَعْتَذِرُ حَتَّى عَذَرْتُهُ وَزَادَ جَرِيرٌ فِيهِ قَالَ‏:‏ وَكُنْتُ أَسُوقُ الْغَنَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمْ يَزَلِ الأَمْرُ بِي حَتَّى صِرْتُ عَرِيفًا فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ، يَقُولُهَا رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ‏.‏

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَسُلَيْمَانُ شَيْخُ الأَعْمَشِ مَا عَرَفْتُهُ بَعْدُ، وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ‏.‏

وَحَدِيثُ حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ‏:‏ لاَ خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ‏.‏

2096- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ خَيْرَةً فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ‏.‏

2097- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الْمِقْدَامَ بْنَ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ وَجَدْتَ بَعْثَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ مَنْ مَعِي خَوَلٌ لِي، فَأَيْمُ اللَّهِ لاَ أَعْمَلُ عَلَى رَجُلَيْنِ مَا دُمْتُ حَيًّا‏.‏

2098- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الْمِقْدَامَ بْنَ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ‏:‏ كَيْفَ وَجَدْتَ بَعْثَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ مَنْ مَعِي خَوَلٌ لِي، فَأَيْمُ اللَّهِ لاَ أَعْمَلُ عَلَى رَجُلَيْنِ مَا دُمْتُ حَيًّا‏.‏

2099- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَهْدِهِ، فَقَالَ‏:‏ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْوُلاَةَ يُجَاءُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقِفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَمَنْ كَانَ مُطَاوِعًا لِلَّهِ، فَيُنَاوِلُهُ اللَّهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنْجِيَهُ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ، انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا قَالَ‏:‏ فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، وَإِلَى سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ وَاللَّهِ، وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ، قَالَ‏:‏ وَسَأَلَ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا‏؟‏ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَنْ سَلَبَ اللَّهَ عَيْنَهُ وَأَنْفَهُ وَأَصْدَعَ خَدَّهُ إِلَى الأَرْضِ‏.‏

وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ‏.‏

2099- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَعِينَ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ، فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ لِمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لِإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتِيَ بِالْوَالِي فَيُوقَفُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْجِسْرَ، فَيَنْهَضُ بِهِ انْتِهَاضَةً يَزُولُ عَنْهُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِظَامَ، فَتَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهَا، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعًا أَخَذَ بِيَدِهِ وَأَعْطَاهُ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيًا خَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ عَامًا فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ نَسْمَعْ، وَكَانَ سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَالِسَيْنِ، فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَعَمْ وَاللَّهِ يَا عُمَرُ، وَمَعَ السَّبْعِينَ سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ‏:‏ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ مَنْ سَلَبَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالأَرْضِ‏.‏

2099- وَقَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا عُبَدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ، فَقَالَ‏:‏ لاَ أَعْمَلُ لَكَ، قَالَ‏:‏ لِمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يُؤْتَى بِالْوَالِي، فَيُوقَفُ عَلَى صِرَاطٍ، فَيَهْتَزُّ بِهِ حَتَّى يَزُولَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ، فَإِنْ كَانَ عَدْلاً مَضَى، وَإِنْ كَانَ جَائِرًا هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ وَمَا هُوَ‏؟‏ فَحَدَّثَهُ بِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَعَمْ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَمَنْ يَرْغَبُ فِي الْعَمَلِ بَعْدَ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَنْ أَسْلَبَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْفَهُ وَأَصْدَعَ خَدَّهُ قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ‏:‏ قَوْلُ مَنْ قَالَ فِيهِ‏:‏ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَهْمٌ لاَ يَصِحُّ وَقَدْ رَوَاهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ وَرَوَاهُ عَطَاءٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِهِ فَهَذِهِ أَسَانِيدُ يُقَوِّي بَعْضَهَا بَعْضًا‏.‏

2100- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ اسْتَعْمَلَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِيَّاكَ يَا سَعْدُ، أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُ عَلَى عُنُقِكَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ فَعَلْتُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ قَدْ عَلِمْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنِّي أُسْأَلُ، فَأُعْطِي، فَأَعْفِنِي فَأَعْفَاهُ‏.‏

2- باب الخلافة في قريش

2101- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدثني أبي، قال‏:‏ سمعت محمد بن إسحاق يقول‏:‏ حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير وغيره وصل الحديث، عن عروة قال‏:‏ وكتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من مسيلمة بن حبيب لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سلام عليك، أم بعد‏:‏ فإن لقريش نصف الأرض، ولنا نصف الأرض، ولكن قريشًا قوم يعتدون، وشهد الرجلان أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالا‏:‏ إن مسيلمة لا ينكر ذلك، إلا إنه قد أُشرك معك في الأمر، وأُحدثت إليه نبوة مع نبوتك‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

فيه إرسال‏.‏

2102- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ، قَالَ‏:‏ قَامَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الأَمْرِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا، وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا مَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْتُ‏:‏ رَوَى أَحْمَدُ بِهَذَا الْإِسْنَادٍ‏:‏ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

2103- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمُ الْوُلاَةُ بَعْدِي لِهَذَا الأَمْرِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَاحْفَظُونِي فِي الأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ كَثِيرٌ ضَعِيفٌ‏.‏

2104- وَبِهِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ‏.‏

2105- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، أَلاَ إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ، مَا أَقَامُوا بِثَلاَثٍ، مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَمَا عَاهَدُوا فَوَفُّوا، وَمَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ‏.‏

2106- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صَالِحِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيِي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ أَجحَمَتْ عَلَيْنَا السَّنَةُ نَابِغَةَ بْنَ جَعْدةَ، وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ فَوَقَفَ بَعْدَ مَا صَلَّى الصُّبْحَ بِالنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَالَ‏:‏ حَكَيْتُ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا وَعُثْمَانَ وَالْفَارَوُقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمٌ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يُشَقُّ بِهِ الدُّجَى دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلاَةِ عَثَمْثَمٌ لَتَرْفَعَ مِنْهُ جَانِبًا ذغْذغَتْ بِهِ صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ الْمُصَمْصَمُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ امْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عَلَيْنَا، أَمَّا صَفْوَةُ مَالِنَا، فَلِآلِ الزُّبَيْرِ، وَأَمَّا عَفْوَتُهُ فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ تَشْغَلُنَا عَنْكَ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ، حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَحَقٌّ بِشِرْكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلاَمِ، وَأَمَرَ بِأَنْ تَوَقَّرَ لَهُ الرِّكَابُ حَبًّا وَتَمْرًا، فَجَعَلَ أَبُو لَيْلَى يَعْجَلُ وَيَأْكُلُ مِنَهُ التَّمْرَ وَالْحَبَّ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ لَهُ‏:‏ لَقَدْ بَلَغَ بِكِ الْجَهْدُ أَبَا لَيْلَى فَلَمَّا قَضَى نَهْمَتَهُ قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ، وَوَعَدَتْ خَيْرًا فَأَنْجَزَتْ، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ عَلَى الْحَوْضِ فُرَّاطُ الْقَاصِفِينَ قَالَ‏:‏ وَالْقَاصِفُونَ‏:‏ الَّذِينَ يُرْسِلُونَ الْمَاءَ عَلَى الْحَوْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ الْمَالُ، الْإِبِلُ‏.‏

3- باب كيفية البيعة في الإسلام

2107- قال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا عفّان، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قدمت المدينة وقد مات أبو بكر رضي الله عنه، واستخلف عمر رضي الله عنه، فقلت لعمر‏:‏ ارفع يدك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبك قبلك‏:‏ على السمع والطاعة ما استطعت‏.‏

2107- وقال الطيالسي‏:‏ حدَّثنا حماد بن سَلَمة نحوه‏.‏

وفي آخره‏:‏ يعني‏:‏ النبي وأبا بكر الصديق رضي الله عنه‏.‏

2108- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا كثير بن هشام، أنا جعفر بن بُرْقَان، عن ثابت بن الحجاج، عن أبي العفيف قال‏:‏ شهدت أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبايع الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجتمع إليه العصابة فيقول لهم‏:‏ بايعوني على السمع والطاعة لله، ولكتابه، ثم للأمير، فتعلقت بسوطي وأنا يومئذ غلام محتلم، أو نحوه، فلما خلا من عنده أتيته فقلت‏:‏ أبايعك على السمع والطاعة لله ولكتابه وللأمير، قال‏:‏ فصعد فيَّ البصر وصوبه‏.‏

2109- وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بهْرَامٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ‏:‏ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْنِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ تَحْسِرُ لَنَا عَنْ يَدِكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ‏.‏

إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

2110- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا معتمر، قال‏:‏ سمعت عاصمًا الأحول يحدث عن عمرو بن عطية قال‏:‏ أتيت عمر رضي الله عنه فبايعته وأنا غلام على كتاب الله وسنة نبيه، هي لنا، وهي علينا، فضحك وبايعني‏.‏

2111- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنِي غَبطَةُ أُمُّ عَمْرٍو، عَجُوزٌ، مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي، عَنْ جَدَّتِي، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِتُبَايِعَهُ، فَقَالَ‏:‏ اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ، قَالَتْ‏:‏ فَذَهَبَتْ، فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقِي، وَلاَ تَزْنِي قَالَتْ‏:‏ أَوَتَزْنِي الْحُرَّةُ قَالَ‏:‏ وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ، قَالَتْ‏:‏ وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلاَدًا نَقْتُلَهُمْ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ‏:‏ مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ‏.‏

4- باب تأييد الدين أحيانًا بمن لا خلاق له

2112- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُؤَيِّدُ الْإِسْلاَمَ بِرِجَالٍ مَا هُمْ مِنْ أَهْلِهِ‏.‏

2113- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ‏.‏

صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، لَكِنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ‏.‏

5- باب تقدم الأقرأ في الإمرة على الأشرف والأسن

2114- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ سَرِيَّةً، فَاسْتَقْرَأَهُمْ، فَقَرَأَ شَيْخٌ، ثُمَّ قَرَأَ شَابٌّ، فَاسْتَعْمَلَهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ‏:‏ اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَيَّ وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ أَكْثَرُ مِنْكَ قُرْآنًا‏.‏

2115- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال‏:‏ سمعت أبي يقول حدَّثنا الحسين بن واقد، عن حبيب بن أبي ثابت قال‏:‏ إن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه قال‏:‏ خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة، وتسمى بنافع عم له، فقال‏:‏ من استخلفت على أهل مكة‏؟‏ قال‏:‏ عبد الرحمن بن أبزى، قال‏:‏ عمدت إلى رجل من الموالي واستخلفته على من بها من قريش وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ نعم وجدته أقرأهم لكتاب الله، ومكة أرض محتضرة، فأحببت أن يسمعوا كتاب الله عز وجل من رجل حسن القراءة، فقال‏:‏ نعم ما رأيت، إن عبد الرحمن بن أبزى ممن يرفعه الله بالقرآن‏.‏

رجاله ثقات، وفيه نظر لأن عبد الرحمن يصغر عن ذلك، وقد أخرجه مسلم من طريق الزهري عن أبي الطفيل عن عمر رضي الله عنه، بغير هذا السياق، وفيه القصة بالمعنى، وقال فيه‏:‏ فتلقاه نافع بن عبد الحارث الخزاعي وهو المحفوظ‏.‏

6- باب القيام على رأس الامير بالسيف

2116- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ‏:‏ لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لاَ تَرْجِعُ إِلَيْكَ وَالْمُغِيرَةُ يَتَقَلِّدٌ سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ، فَقَالَ‏:‏ يَا غُدَرُ، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرَتِكَ‏.‏

هَذَا الحَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ‏.‏

7- باب كراهية أن يحكم الحاكم وهو غضبان

2117- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ، فَقَالَ‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرِكُمُ، وَلَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ فِيكُمْ مَنْ يَكْفِينِي، أَفَتَظُنُّونَ أَنِّي أَعْمَلُ فِيكُمْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إذًا لاَ أَقُومُ بِهَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْصَمُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ، وَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي، فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي أَنْ لاَ أُؤْثِرَ فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ، أَلاَ فَرَاعُونِي فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ فَقَوِّمُونِي قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ خُطْبَةٌ وَاللَّهِ مَا خُطِبَ بِهَا بَعْدَهُ‏.‏

2117- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ‏.‏

رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضِهِ بِمَعْنَاهُ‏.‏

8- باب قصاص الأمير من عامله لرعيته

2118- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْمُرُ عُمَّالَهُ، فَيُوَافُونَهُ الْمَوْسِمَ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَسْتَعْمِلْ عُمَّالَكُمْ، أَوْ قَالَ‏:‏ عُمَّالِي، لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلاَ مِنْ أَمْوَالَكُمِ وَلاَ مِنْ أَعْرَاضِكُمْ، ولَكِنِّي إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُهُمْ عَلَيْكُمْ لَيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ، وَلِيَقْسِمُوا فِيكُمْ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ‏:‏ فَمَا قَامَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَامِلُكَ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ قَالَ‏:‏ قُمْ فَاسْتَقِدْ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ يَكُونُ سُنَّةً يُسْتَنُّ بِهَا بَعْدَكَ، فَقَالَ‏:‏ أَنَا لاَ أُقِيدُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ قَالَ عَمْرٌو‏:‏ دَعْنَا فَلْنُرْضِهِ، قَالَ‏:‏ فَأَرْضُوهُ، فَافْتَدُوا مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ، كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ‏.‏

2118- أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَرَ، نَحْوَهُ قُلْتُ‏:‏ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ وَلَيْسَ فِيهِ مَا فِي آخِرِهِ‏.‏

2119- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ إِنِّي لاَ أُرْسِلُ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، فَذَكَرَهُ، فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتَكَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتَقُصُّهُ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، وَكَيْفَ لاَ أَقْتَصُّ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقْتَصُّ مِنْ نَفْسِهِ أَلاَ لاَ تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ، فَتُذِلُّوهُمْ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ، فَتُكَفِّرُونَهُمْ، وَلاَ تُجَمِّرُوهُمْ، فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلاَ تَنْزِلُوا الْغِيَاضَ، فَتُضَيِّعُوهُمْ‏.‏

2119- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، بِطُولِهِ‏.‏

9- باب ذكر تفسير قول عمر رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلميقيد من نفسه

2120- قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ، قَالَ‏:‏ رَغِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ، وَفِي يَدِهِ صلى الله عليه وسلم جَرِيدَةٌ قَدْ نُزِعَ سُلاَّؤُهَا وَبَقِيَتْ سُلاَّءَةٌ لَمْ يَفْطِنْ بِهَا، وَقَالَ‏:‏ تأَخِّرُوا عَنِّي، هَكَذَا، فَقَدْ غَمَمْتُونِي فَأَصَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَطْنَ رَجُلٍ، فَأَدْمَى الرَّجُلُ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ، فَكَيْفَ بِالنَّاسِ‏؟‏ فَسَمِعَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ كَانَ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يُعْطِيكَ الْحَقَّ، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ لَأُرْعِبَنَّكَ بِعِمَامَتِكَ حَتَّى تُحَدِّثَ، فَقَالَ الرَّجُلُ‏:‏ انْطَلِقْ بِسَلاَمٍ، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ مَعَكَ، قَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِوَادِعِكَ، فَانْطَلَقَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بَطْنَهُ، فَمَا تَرَيْ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحَقًّا أَنَا أَصَبْتُكَ‏؟‏ قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَدْ كَانَ هَاهُنَا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُ شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إِلاَّ أَخْبَرَنِي فَقَالَ نَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ دَمَّيْتَهُ وَلَمْ تُرِدْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَخُذْ لِمَا أَصَبْتُ مَالاً وَانْطَلِقْ، فقَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ فَهَبْ لِي ذَلِكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لاَ أَفْعَلُ، فَقَالَ‏:‏ فَتُرِيدُ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُرِيدُ أَسْتَقِيدُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ‏:‏ اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلاَءِ، فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الْجَرِيدَةِ يَسْتَقِيدُ مِنْهُ، فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ‏:‏ عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَانْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْقَى الْجَرِيدَةَ، وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ وَقَالَ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ، لِكَيْمَا يُقْمَعَ الْجَبَّارُونَ مِنْ بَعْدِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَأَنْتَ أَوْثَقُ عَمَلاً مِنِّي‏.‏

10- باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية أو ترفع عليهم

2121- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيّان التميمي، عن عباية بن رافع بن خديج قال‏:‏ بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سعدًا اتخذ بابًا ثم قال‏:‏ انقطع الصويت، فبعث إلى محمد بن مسلمة رضي الله عنه فأتاه، فقال انطلق إلى سعد فأحرق بابه، ثم خذ بيده، وأخرجه إلى الناس، وقل ههنا فاقعد للناس، قال‏:‏ فبعث محمد غلامه مكانه إلى منزله، فأمره أن يأتيه براحلتين، وزاد عند أهله، وانطلق يمشي قبل الكوفة، حتى قدم جبانة الكوفة فرأى نبطيًا يدخل الكوفة بقصب على حمار يبيعه، فابتاعه منه، وشرط عليه أن يلقيه عند باب الأمير، فجاء حتى ألقى قصبه عند باب الأمير، فأورى زنده، فأتي سعد فقيل‏:‏ إن ههنا رجلاً أسود طويلاً عظيمًا بين إزار ورداء، عليه عمامة خز قانية، على غير قلنسية، فقال‏:‏ ذاك محمد بن مسلمة، دعوه يبلغ حاجته، لا يعرض له إنسان بشيء، فأحرق الباب حتى صار فحمًا، ثم خرج إليه سعد، فسأله، وحلف بالله ما تكلم بالكلمة التي بلغت أمير المؤمنين، ولقد بلّغه كاذب، قال‏:‏ فعرض عليه المنزل ليدخل فأبى، وانصرف مكانه راجعًا، قال‏:‏ فأتبعه سعد بزاده، فرده مع رسوله، وقال‏:‏ ارجع بطعامك إلى صاحبك فإن له عيالاً، وإن معنا فضلة من زادنا، قال‏:‏ فسار فأرملا أيامًا، فكان أول ما أدركنا من الإنس، امرأة في غنم، فقام محمد بن مسلمة يصلي، وانطلق الغلام حتى بايع صاحبه الغنم بشاة صغيرة من غنمها بعصابة كانت عليه، قال‏:‏ فصرعها يريد أن يذبحها، ومحمد قائم يصلي، فأشار إليه أن لا يذبحها، فلما فرغ قال‏:‏ ما هذه الشاة‏؟‏ فإن كان في الغنم صاحبها فبايعه، أو سلم بيع الأمة فأقبل بها، وإن كانت إنما هي راعية فردها، فإن الجوع خير من مأكل السوء، قال‏:‏ ثم سار حتى قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأخبره بالذي كان، وبما أتبعه سعد، فرده مع رسوله، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ وما منعك أن تقبل منه‏؟‏ قلت‏:‏ رجاله ثقات، لكن فيه انقطاعًا‏.‏- / موقوف‏]‏‏.‏

2121- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن أبي حيّان قال سمعت عباية بن رفاعة يقول‏:‏ بلغ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سعدًا رضي الله عنه اتخذ بابًا، ثم قال‏:‏ انقطع الصوت، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه فحرقه، ثم أخذ محمد بن مسلمة رضي الله عنه بيده فأخرجه، وقال‏:‏ ههنا اجلس للناس، فاعتذر إليه سعد رضي الله عنه، وحلف له ما تكلمت الكلمة التي بلغت أمير المؤمنين‏.‏

2122- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا يحيى ابن آدم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة قال‏:‏ إن غرفة بن الحارث رضي الله عنه وكانت له صحبة‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، قال‏:‏ وقال غرفة لعمرو بن العاص رضي الله عنه إنك إذا جلست معنا اتكأت بين أظهرنا فلا تفعل، فإنك إن عدت كتبت إلى عمر رضي الله عنه، فعاد عمرو رضي الله عنه، فكتب غرفة، فجاء قاصد عمر إلى عمرو رضي الله عنه فقال‏:‏ بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك اتكأت بين أظهرهم كما يفعل الأعاجم فلا تفعل، اجلس معهم ما جلست، فإذا دخلت بيتك فافعل ما بدا لك، قال عمرو لغرفة رضي الله عنه‏:‏ قد أثبت علي عند عمر، فقال غرفة‏:‏ ما عهدتني كذابًا، قال‏:‏ فكان عمرو رضي الله عنه بعد ذلك يريد أن يتكئ فيذكر فيجلس، ويقول‏:‏ الله بيني وبين غرفة، قال‏:‏ وخرجوا ذات يوم فكان يوم ضباب، فتقدم فرس غرفة فرس عمرو، فقال عمرو‏:‏ وما يومي من غرفة بواحد، فقيل لغرفة‏:‏ إن الأمير قال كذا وكذا، قال‏:‏ إني لم أبصره من الضباب، قيل‏:‏ فاعتذر له، قال‏:‏ لا تعودوهم هذا، فلم يزالوا به حتى أتاه، فقال‏:‏ إني لم أبصرك من الضباب، فقال‏:‏ اللهم غفرًا لو شئت أمسكت فرسك، فقال‏:‏ والله لوددت لو رمي بك في أقصى حجر في المرج، أعتذر إليك بالضباب، وأني لم أبصرك وتقول‏:‏ اللهم غفرًا، فقال عمرو‏:‏ يا أبا الحارث قد رأيتك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا على فرس ذلول، أفلا نحملك على فرس، قال‏:‏ ما عهدتك يا عمرو تحمل على الخيل، فمن أين هذا‏؟‏

11- باب مشاطرة العامل إذا اتجر في مال الرعية

فيه حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك في قصة معاذ مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما تقدم في التفليس‏.‏

12- باب الوزراء، ورد الوزير أمر الأمير إذا رأى المصلحة في خلافه

2123- قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالاَ‏:‏ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلاَ مَنْفَعَةٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقَطِعَنَاهَا، قَالَ‏:‏ فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ، فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيُشْهِدَاهُ، فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا فِي الْكِتَابِ، تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا، ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ، فَحَمَاهُ، فَتَذَمَّرَا وَقَالاَ لَهُ مَقَالَةً سَيِّئَةً، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتَأَلَّفَ وَالْإِسْلاَمُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعَزَّ الْإِسْلاَمَ، فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَلَى جَهْدِكُمَا، لاَ أَرْعَى اللَّهَ عَلَيْكُمَا إِنْ أَرْعَيْتُمَا‏.‏

13- باب أجر الحاكم إذا اجتهد في الحق

2124- قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ‏:‏ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ اسْتُخْلِفَ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَلُومُهُ، وَقَالَ‏:‏ أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا الأَمْرَ وشَكَى إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْوَالِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ الْحَقَّ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏.‏

2125- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ خَصْمَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَمْرُو، اقْضِ بَيْنَهُمَا، قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ، قَالَ‏:‏ وَإِنْ كَانَ، قُلْتُ‏:‏ عَلَى مَاذَا أَقْضِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَى إِنْ أَصَبْتَ الْقَضَاءَ بَيْنَهُمَا فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ فَلَكَ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ قُلْتُ‏:‏ فَرَجٌ ضَعِيفٌ، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَمْرِو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِ السِّيَاقِ وَفِيهِ‏:‏ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ‏.‏

2126- وَبِهِ إِلَى فَرَجٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثَ عَمْرٍو، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أُجُورٌ بَدَلَ حَسَنَاتٍ‏.‏

14- باب ما يجب على الأمير من حسن السيرة وعدم الاستتار

سيأتي إن شاء الله تعالى في باب التحذير من البدع حديث عبد الله بن بريدة عن عمر، وفيه موعظة الربيع بن زياد‏.‏

2127- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا رَوح بن عُبادة، ثنا حماد بن سَلَمة، عن الجُرَيْري، عن أبي نَضْرَة، عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد إلى عمر رضي الله عنه فأعجبته هيئته ونحوه، فشكا عمر رضي الله عنه طعامًا غليظًا أكله، فقال الربيع‏:‏ يا أمير المؤمنين إن أحق الناس بمطعم لين وملبس لين ومركب وطئ لأنت، فضرب رأسه بجريدة، وقال‏:‏ والله ما أردت بهذا إلا مقاربتي، وإن كنت لأحسب فيك خيرًا، ألا أخبرك مثلي ومثل هؤلاء، كمثل قوم سافروا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم، وقالوا‏:‏ أنفقها علينا، فهل له أن يستأثر عليهم بشيء‏؟‏، فقال الربيع‏:‏ لا، قال‏:‏ هذا مثلي ومثلهم، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ إني لست أستعمل عمالي ليشتموا أعراضكم‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

2128- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا بشر هو ابن المفضل، ثنا ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن عمرو بن جرير، عن حية بنت أبي حية دخل عليّ رجل بالظهيرة، قلت‏:‏ ما حاجتك يا عبد الله‏؟‏ قال‏:‏ أقبلت أنا وصاحب لي في بغاء إبل لنا، فانطلق صاحبي يبغي، ودخلت في الظل استظل واشرب من الشراب، قالت‏:‏ فقمت إلى لبينة لنا حامضة، وربما قالت‏:‏ إلى ضيحة حامضة فسقيته منها، وتوسمته، وقلت‏:‏ يا عبد الله من أنت‏؟‏ قال‏:‏ أبو بكر، قلت‏:‏ أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعت به، قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ فذكرت غزونا خثعمًا في الجاهلية، وغزو بعضنا بعضًا، وما جاء الله تعالى به من الألفة، وأطناب الفساطيط هكذا- شبك بين أصابعه-، فقلت‏:‏ يا عبد الله حتى متى أمر الناس هذا‏؟‏ قال‏:‏ ما استقامت الأئمة، قالت‏:‏ قلت‏:‏ وما الأئمة‏؟‏ قال‏:‏ ألم تري إلى السيد يكون في الحواء يتبعونه ويطيعونه‏؟‏ فهم أولئك ما استقاموا‏.‏

2128- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا إسماعيل بن عُلية، ثنا ابن عون به‏.‏