الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
فائدة: جميع القراء يثبتون الياء وقفًا ووصلًا لثباتها في الرسم: {وسبحان}، أي: وقل سبحان: {الله} تنزيهًا له تعالى عما يشركون به: {وما أنا من المشركين}، أي: الذين اتخذوا مع الله ضدًّا وندًّا، ولما قال أهل مكة للنبيّ صلى الله عليه وسلم هلا بعث الله ملكًا؟ قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك} إلى المكلفين: {إلا رجالًا}، أي: مثل ما أنك رجل لا ملائكة ولا إناثًا كما قاله ابن عباس، ولا من الجنّ كما قاله الحسن،: {يوحى إليهم}، أي: بواسطة الملائكة مثل ما يوحي إليك. وقرأ حفص قبل الواو بالنون وكسر الحاء، والباقون بالياء وفتح الحاء وضم الهاء من إليهم حمزة على أصله، وكسرها الباقون: {من أهل القرى}، أي: من أهل الأمصار والمدن المبنية بالمدر والحجر ونحوه لا من أهل البوادي؛ لأنّ أهل الأمصار أفضل وأعلم وأكمل وأعقل من أهل البوادي، ومكة أم القرى؛ لأنها مجمع لجميع الخلائق لما أمروا به من حج البيت وكان العرب كلهم يأتونها فكيف تعجبوا في حقك؟ قال الحسن: لم يبعث الله نبيًا من البادية لغلظهم وجفائهم، ثم هدّدهم سبحانه وتعالى بقوله تعالى: {أفلم يسيروا}، أي: هؤلاء المشركون المكذبون: {في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} من المكذبين للرسل والآيات فيحذروا تكذيبك ويعتبروا بهم وبما حلّ بهم من عذابنا. ولما أنّ الله تعالى نجى المؤمنين عند نزول العذاب بالأمم الماضية المكذبة وما في الآخرة خير لهم بين ذلك بقوله تعالى: {ولدار الآخرة}، أي: ولدار الحال الآخرة أو الساعة الآخرة أو الحياة الآخرة: {خير} وهي الجنة: {للذين اتقوا} الله من حياة مآلها الموت، وإن فرحوا فيها بالمحال وإن امتدّت ألف عام وكان عيشها كله رغدًا من غير آلام: {أفلا يعقلون} فيستعملون عقولهم فيتبعون الداعي إلى هذا السبيل الأقوم. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بالتاء على الخطاب لأهل مكة، والباقون بالياء على الغيبة لهم وللمشركين المكذبين وقوله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل} غاية لمحذوف دلّ عليه الكلام، أي: لا يغررهم تمادي أيامهم فإنّ من قبلهم أمهلوا حتى أيس الرسل من النصر عليهم في الدنيا ومن إيمانهم لانهماكهم في الكفر مترفين متمادين فيه من غير وازع: {وظنوا}، أي: أيقن الرسل: {أنهم قد كذبوا} بالتشديد كما قرأه غير حمزة وعاصم والكسائي تكذيبًا لا إيمان بعده، وأمّا بالتخفيف كما قرأه هؤلاء فالمعنى أنّ الأمم ظنوا أنّ الرسل قد أخلفوا ما وعدوا به من النصر عليهم: {جاءهم نصرنا} لهم بخذلان أعدائهم: {فنجي من نشاء}، أي: النبيّ والمؤمنون، وقرأ ابن عامر وعاصم بنون مضمومة بعدها جيم مشدّدة وياء بعد الجيم مفتوحة، والباقون بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة وتخفيف الجيم وسكون الياء: {ولا يرد بأسنا}، أي: عذابنا: {عن القوم المجرمين}، أي: المشركين ما نزل بهم. ولما ذكر سبحانه وتعالى هذه القصص وحث على الاعتبار بها بقوله: {أفلم يسيروا} أتبعه بأنّ في أحاديثهم أعظم عبرة فقال حثا على تأملها والاستبصار بها: {لقد كان في قصصهم}، أي: يوسف وإخوته أو في قصص الرسل: {عبرة}، أي: عظة عظيمة: {لأولي الألباب}، أي: لذوي العقول المبرأة من شوائب الكدر ويعتبرون بها إلى ما يسعدهم؛ لأنّ من قدر على ما قص من أمر يوسف عليه السلام لقادر على أن يعز محمدًا صلى الله عليه وسلم ويعلي كلمته وينصره على من عاداه كائنًا من كان كما فعل بيوسف وغيره. ولما كان من أجل العبرة في ذلك القطع بحقية القرآن نبه تعالى على ذلك بتقدير سؤال فقال تعالى: {ما كان حديثًا يفترى}، أي: يختلق؛ لأنّ الذي جاء به من عند الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم لا يصح منه أن يفتريه؛ لأنه لم يقرأ الكتب ولم يتلمذ لأحد، ولم يخالط العلماء، فمن المحال أن يفتري هذه القصة بحيث تكون مطابقة لما رأوه في التوراة من غير تفاوت كما يعلم من قوله تعالى: {ولكن تصديق الذي بين يديه}، أي: من الكتب الإلهية المنزلة من السماء كالتوراة والإنجيل، ففي ذلك إشارة إلى أنّ هذه القصة وردت على الوجه الموافق لما في التوراة من ذكر قصة يوسف عليه السلام: {و} زاد على ذلك بقوله: {تفصيل}، أي: تبيين: {كل شيء}، أي: يحتاج إليه من الدين إذ ما من أمر دينيّ إلا وله سند من القرآن بوسط أو بغير وسط، وقيل: المراد تفصيل كل شيء من واقعة يوسف مع أبيه وإخوته. قال الواحدي: وعلى التفسيرين جميعًا فهو من العامّ الذي أريد به الخاص كقوله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف]، أي: يجوز أن يدخل فيها وقوله تعالى: {وأوتيت من كل شيء} [النمل]. {وهدى} من الضلال: {ورحمة} ينال بها خير الدارين: {لقوم يؤمنون}، أي: يصدّقون خصهم بالذكر؛ لأنهم هم الذين انتفعوا به كقوله تعالى: {هدى للمتقين} فسبحان من أنزله معجزًا باهرًا وقاضيًا بالحق لا يزال ظاهرًا، وما رواه البيضاويّ تبعًا ل الكشاف من أنه صلى الله عليه وسلم قال: «علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوّة أن لا يحسد أحدًا» حديث موضوع والله أعلم. اهـ. .قال صاحب الميزان في الآيات السابقة: (بيان) ختام قصة يوسف عليه السلام وتتضمن الآيات أمر يوسف اخوته بحمل قميصه إلى ابيه واتيانهم إليه باهلهم اجمعين ثم دخولهم مصر ولقاؤه ابويه. قوله تعالى: {اذهبوا بقميصي هذا والقوه على وجه أبى يات بصيرا واتونى باهلكم اجمعين} تتمة كلام يوسف عليه السلام يامر فيه اخوته ان يذهبوا بقميصه إلى ابيه فيلقوه على وجهه ليشفى الله به عينيه وياتى بصيرا بعد ما صار من كثرة الحزن والبكاء ضريرا لا يبصر. وهذا آخر العنايات البديعة التي اظهرها الله سبحانه في حق يوسف عليه السلام على ما يقصه في هذه السورة مما غلب الله الأسباب فحولها إلى خلاف الجهة التي كانت تجرى إليها حسده اخوته فاستذلوه وغربوه عن مستقره بالقائه في الجب وبيعه من السيارة بثمن بخس فجعل الله سبحانه هذا السبب بعينه سببا لقراره في بيت عزيز مصر في اكرم مثوى ثم اقره في اريكة عزة تضرع إليه امامها اخوته بقولهم: {يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزى المتصدقين}. ثم احبته امراة العزيز ونسوة مصر فراودنه عن نفسه ليوردنه في مهلكة الفجور فحفظه الله وجعل ذلك سببا لظهور براءة ساحته وكمال عفته ثم استذلوه فسجنوه فجعله الله سببا لعزته وملكه. وجاء اخوته إلى ابيه يوم القوة في غيابة الجب بقميصه الملطخ بالدم فاخبروه بموته كذبا فكان القميص سببا لحزن ابيه وبكائه في فراق ابنه حتى ابيضت عيناه وذهب بصره فرد الله سبحانه به بصره إليه وبالجملة اجتمعت الأسباب على خفضه واراد الله سبحانه رفعه فكان ما اراده الله دون الذي توجهت إليه الأسباب والله غالب على امره. وقوله: {وآتوني باهلكم اجمعين} أمر منه بانتقال بيت يعقوب من يعقوب واهله وبنيه وذراريه جميعا من البدو إلى مصر ونزولهم بها. قوله تعالى: {ولما فصلت العير قال ابوهم انى لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون} الفصل القطع والانقطاع والتفنيد تفعيل من الفند بفتحتين وهو ضعف الراى والمعنى لما خرجت العير الحاملة لقميص يوسف من مصر وانقطعت عنها قال ابوهم يعقوب لمن عنده من بنيه انى لاجد ريح يوسف لولا ان ترمونى بضعف الراى أي انى لا حس بريحه وارى ان اللقاء قريب ومن حقه ان تذعنوا بما اجده لولا ان تخطئونى لكن من المحتمل ان تفندونى فلا تذعنوا بقولى. قوله تعالى: {قالوا تالله انك لفى ضلالك القديم} القديم مقابل الجديد والمراد به المتقدم وجودا وهذا ما واجهه به بعض بنيه الحاضرين عنده وهو من سئ حظهم في هذه القصة تفوهوا بمثله في بدء القصة إذ قالوا: {ان ابانا لفى ضلال مبين} وفي ختمها وهو قولهم هذا: {تالله انك لفى ضلالك القديم} والظاهر ان مرادهم بالضلال هاهنا هو مرادهم بالضلال هناك وهو المبالغة في حب يوسف وذلك انهم كانوا يرون انهم احق بالحب من يوسف وهم عصبة إليهم تدبير بيته والدفاع عنه لكن اباهم قد ضل عن مستوى طريق الحكمة وقدم عليهم في الحب طفلين صغيرين لا يغنيان عنه شيئا فاقبل بكله اليهما ونسيهم ثم لما فقد يوسف جزع له ولم يزل يجزع ويبكى حتى ذهبت عيناه وتقوس ظهره. فهذا هو مرادهم من كونه في ضلاله القديم ليسوا يعنون به الضلال في الدين حتى يصيروا بذلك كافرين. اما أو لا فلان ما ذكر من فصول كلامهم في خلال القصة يشهد على انهم كانوا موحدين على دين آبائهم إبراهيم واسحاق ويعقوب عليه السلام. واما ثانيا فلان المقام هاهنا وكذا في بدء القصة حين قالوا ان ابانا لفى ضلال مبين لا مساس له بالضلال في الدين حتى يحتمل رميهم اباهم فيه وانما يمس امرا عمليا حيويا وهو حب اب لبعض اولاده وتقديمه في الكرامة على آخرين فهو المعني بالضلال. قوله تعالى: {فلما ان جاء البشير القاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم اقل لكم انى اعلم من الله ما لا تعلمون} البشير حامل البشارة وكان حامل القميص وقوله: {ألم اقل لكم انى اعلم} يشير عليه السلام إلى قوله لهم حين لاموه على ذكر يوسف: {انما اشكوا بثى وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون} ومعنى الآية ظاهر. قوله تعالى: {قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين} القائلون بنو يعقوب بدليل قولهم يا ابانا ويريدون بالذنوب ما فعلوه به في أمر يوسف واخيه واما يوسف فقد كان استغفر لهم قبل. قوله تعالى: {قال سوف استغفر لكم ربى انه هو الغفور الرحيم} اخر عليه السلام الاستغفار لهم كما هو مدلول قوله سوف استغفر لكم ربى ولعله انما اخره ليتم له النعمة بلقاء يوسف وتطيب نفسه به كل الطيب بنسيان جميع آثار الفراق ثم يستغفر لهم وفى بعض الاخبار انه اخره إلى وقت يستجاب فيه الدعاء وسيجئ ان شاء الله. قوله تعالى: {ولما دخلوا على يوسف آوى إليه ابويه وقال ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين} في الكلام حذف والتقدير فخرج يعقوب وآله من ارضهم وساروا إلى مصر ولما دخلوا إلخ. وقوله: {آوى إليه ابويه} فسروه بضمهما إليه وقوله وقال ادخلوا مصر الخ ظاهر في ان يوسف خرج من مصر لاستقبالهما وضمهما إليه هناك ثم عرض لهما دخول مصر اكراما وتأدبا وقد ابدع عليه السلام في قوله: {ان شاء الله آمنين} حيث اعطاهم الأمن واصدر لهم حكمه على سنة الملوك وقيد ذلك بمشية الله سبحانه للدلالة على ان المشية الإنسانية لا تؤثر اثرها كسائر الأسباب الا إذا وافقت المشية الإلهية على ما هو مقتضى التوحيد الخالص وظاهر هذا السياق انه لم يكن لهم الدخول والاستقرار في مصر الا بجواز من ناحية الملك ولذا اعطاهم الا من في مبتدأ الأمر. وقد ذكر سبحانه ابويه والمفسرون مختلفون في انهما كانا والديه اباه وأمه حقيقة أو انهما يعقوب وزوجه خالة يوسف بالبناء على ان امه ماتت وهو صغير ولا يوجد في كلامه تعالى ما يؤيد احد المحتملين غير ان الظاهر من الابوين هما الحقيقيان. ومعنى الآية ولما دخلوا أي أبواه واخوته واهلهم على يوسف وذلك في خارج مصر آوى وضم إليه ابويه وقال لهم مؤمنا لهم ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين. قوله تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي} إلى آخر الآية العرش هو السرير العالي ويكثر استعماله فيما يجلس عليه الملك ويختص به والخرور السقوط على الأرض والبدو البادية فان يعقوب كان يسكن البادية. وقوله ورفع ابويه على العرش أي رفع يوسف ابويه على عرش الملك الذي كان يجلس عليه ومقتضى الاعتبار وظاهر السياق انهما رفعا على العرش بامر من يوسف تصداه خدمه لا هو بنفسه كما يشعر به قوله وخروا له سجدا فان الظاهر ان السجدة انما وقعت لاول ما طلع عليهم يوسف فكأنهم دخلوا البيت واطمان بهم المجلس ثم دخل عليهم يوسف فغشيهم النور الإلهى المتلالئ من جماله البديع فلم يملكوا انفسهم دون ان خروا له سجدا. وقوله وخروا له سجدا الضمير ليوسف كما يعطيه السياق فهو المسجود له وقول بعضهم ان الضمير لله سبحانه نظرا إلى عدم جواز السجود لغير الله لا دليل عليه من جهة اللفظ وقد وقع نظيره في القرآن الكريم في قصة آدم والملائكة قال تعالى: {واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس} طه: 116. والدليل على انها لم تكن منهم سجدة عبادة ليوسف ان بين هؤلاء الساجدين يعقوب عليه السلام وهو ممن نص القرآن الكريم على كونه مخلصا بالفتح لله لا يشرك به شيئا ويوسف عليه السلام وهو المسجود له منهم بنص القرآن وهو القائل لصاحبيه في السجن ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ولم يردعهم. فليس الا انهم انما اخذوا يوسف آية لله فاتخذوه قبلة في سجدتهم وعبدوا الله بها لا غير كالكعبة التي تؤخذ قبلة فيصلى إليها فيعبد بها الله دون الكعبة ومن المعلوم ان الآية من حيث انها آية لا نفسية لها اصلا فليس المعبود عندها الا الله سبحانه وتعالى وقد تكرر الكلام في هذا المعنى فيما تقدم من اجزاء الكتاب. ومن هنا يظهر ان ما ذكروه في توجيه الآية كقول بعضهم ان تحية الناس يومئذ كانت هي السجدة كما انها في الإسلام السلام وقول بعضهم ان سنة التعظيم كانت إذ ذاك السجدة ولم ينه عنها لغير الله بعد كما في الإسلام وقول بعضهم كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعله الا عاجم كل ذلك غير وجيه. قوله تعالى: {قال يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا} إلى آخر الآية لما شاهد عليه السلام سجدة ابويه واخوته الاحد عشر ذكر الرؤيا التي راى فيها احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين واخبر بها اباه وهو صغير فأولها له فاشار إلى سجودهم له وقال: {يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها أي الرؤيا ربى حقا}. ثم اثنى على ربه شاكرا له فقال: {وقد احسن بى إذ اخرجني من السجن} فذكر احسان ربه به في اخراجه من السجن وهو ضراء وبلاء دفعه الله عنه بتبديله سراء ونعمة من حيث لا يحتسب حيث جعله وسيلة لنيله العزة والملك. ولم يذكر اخراجه من الجب قبل ذلك لحضور اخوته عنده وكان لا يريد ان يذكر ما يسوؤهم ذكره كرما وفتوة بل اشار إلى ذلك باحسن لفظ يمكن ان يشار به إليه من غير ان يتضمن طعنا فيهم وشنآنا فقال: {وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بينى وبين اخوتى} والنزغ هو الدخول في أمر لافساده. والمراد وقد احسن بى من بعد ان افسد الشيطان بينى وبين اخوتى فكان من الأمر ما كان فأدى ذلك إلى فراق بينى وبينكم فساقنى ربى إلى مصر فأقرنى في ارغد عيش وارفع عزة وملك ثم قرب بيننا بنقلكم من البادية الي في دار المدنية والحضارة. يعنى انه كانت نوائب نزلت بى اثر افساد الشيطان بينى وبين اخوتى ومما اخصه بالذكر من بينها فراق بينى وبينكم ثم رزية السجن فاحسن بى ربى ودفعها عنى واحدة بعد أخرى ولم يكن من المحن والحوادث العادية بل رزايا صماء وعقودا لا تنحل لكن ربى نفذ فيها بلطفه ونفوذ قدرته فبدلها اسباب حياة ونعمة بعد ما كانت اسباب هلاك وشقاء ولهذه الثلاثة الا خيرة عقب قوله: {وقد احسن بى} الخ بقوله ان ربى لطيف لما يشاء.
|