فصل: (سورة الروم: آية 6).

مساءً 2 :50
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
18
الخميس
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الروم:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
قوله تعالى: {من بعد غلبهم} المصدر مضاف إلى المفعول، و{في بضع} يتعلق بيغلبون، و{من قبل ومن بعد} مبنيان على الضم في المشهور ولقطعهما عن الإضافة، وقرئ شاذا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه كما قال الفرزدق:
يا من رأى عارضا يسر به ** بين ذراعي وجبهة الأسد

إلا أنه في البيت أقرب، لأن ذكر المضاف إليه في أحدهما يدل على الآخر، ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابهما كإعرابهما مضافين، والتقدير: من قبل كل شئ ومن بعد كل شئ {ويومئذ} منصوب ب {يفرح} و{بنصر الله} يتعلق به أيضا ويجوز أن يتعلق ب {ينصر}.
قوله تعالى: {وعد الله} هو مصدر مؤكد: أو وعد الله وعدا، ودل ما تقدم على الفعل المحذوف لأنه وعد.
قوله تعالى: {ما خلق الله} {ما} نافية، وفي التقدير وجهان: أحدهما هو مستأنف لا موضع له، والكلام تام قبله، وأو لم يتفكروا مثل {أو لم ينظروا في ملكوت السموات}.
والثانى موضعه نصب بيتفكروا، والنفى لايمنع ذلك كما لم يمنع في قوله تعالى: {وظنوا مالهم من محيص} و{بلقاء ربهم} يتعلق ب {كافرون} واللام لا تمنع ذلك، والله أعلم.
قوله تعالى: {وأثاروا الأرض} قرئ شاذا بألف بعد الهمزة، وهو للإشباع لاغير {أكثر} صفة مصدر محذوف، وما مصدرية.
قوله تعالى: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى} يقرأ بالرفع والنصب.
فمن رفع جعله اسم كان، وفى الخبر وجهان: أحدهما السوأى {أن كذبوا} في موضع نصب مفعولا له: أي لأن كذبوا، أو بأن كذبوا، أو في في موضع جر بتقدير الجار على قول الخليل.
والثانى أن كذبوا: أي كان آخر أمرهم التكذيب، والسوأى على هذا صفة مصدر، ومن نصب جعلها خبر كان، وفى الاسم وجهان: أحدهما السوأى، والآخر أن كذبوا على ما تقدم، ويجوز أن يجعل أن كذبوا بدلا من السوأى أو خبر مبتدأ محذوف، والسوأى فعلى تأنيث الأسوأ، وهى صفة لمصدر محذوف، والتقدير: أساءوا الاساءة السوأى، وإن جعلتها اسما أو خبرا كان التقدير: الفعلة السوأى، أو العقوبة السوأى {يبلس المجرمون} الجمهور على تسمية الفاعل، وقد حكى شاذا ترك التسمية، وهذا بعيد لأن أبلس لم يستعمل متعديا، ومخرجه أن يكون أقام المصدر مقام الفاعل وحذفه، وأقام المضاف إليه مقامه: أي ييبلس إبلاس المجرمين.
قوله تعالى: {حين تمسون} الجمهور على الإضافة، والعامل فيه سبحان، وقرئ منونا على أن يجعل تمسون صفة له، والعائد محذوف: أي تمسون فيه كقوله تعالى: {واتقوا يوما لاتجزى}.
قوله تعالى: {وعشيا} هو معطوف على حين، وله الحمد معترض، وفى السموات حال من الحمد.
قوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن من آياته حال من البرق: أي يريكم البرق كائنا من آياته، ألا أن حق الواو أن تدخل هنا على الفعل، ولكن لما قدم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو، وحسن ذلك أن الجار والمجرور في حكم الظرف فهو كقوله: {آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة} والوجه الثاني أن أن محذوفة: أي ومن آياته أن يريكم، وإن حذفت أن في مثل هذا جاز رفع الفعل.
والثالث أن يكون الموصوف محذوفا: أي ومن آياته آية يريكم فيها البرق، فحذف الموصوف والعائد، ويجوز أن يكون التقدير: ومن آياته شئ أو سحاب، ويكون فاعل يريكم ضمير شئ المحذوف.
قوله تعالى: {من الأرض} فيه وجهان: أحدهما هو صفة لدعوة.
والثانى أن يكون متعلقا بمحذوف تقديره خرجتم من الأرض، ودل على المحذوف {إذا أنتم تخرجون} ولايجوز أن يتعلق {من} بتخرجون هذه، لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها.
قوله تعالى: {وهو أهون عليه} أي البعث أهون عليه في ظنكم، وقيل أهون بمعنى هين كما قالوا الله أكبر: أي كبير، وقيل هو أهون على المخلوق، لأنه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك، وفى البعث يكمل دفعة واحدة.
قوله تعالى: {فأنتم فيه سواء} الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام: أي هل لكم فتستووا، وأما {تخافونهم} ففى الحال من الضمير الفاعل في سواء: أي فتساووا خائفا بعضكم بعضا مشاركته له في المال: أي إذا لم تشارككم عبيدكم في المال، فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع لله {كخيفتكم} أي خيفة كخيفتكم.
قوله تعالى: {فطرة الله} أي الزموا أو اتبعوا دين الله، و{منيبين} حال من الضمير في الفعل المحذوف، وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أقم لأنه في المعنى للجميع، وقيل فطرة الله مصدر: أي فطركم فطرة.
قوله تعالى: {من الذين فرقوا} هو بدل من المشركين بإعادة الجار.
قوله تعالى: {ليكفروا} اللام بمعنى كى، وقيل هو أمر بمعنى التوعد كما قال بعده {فتمتعوا} والسلطان يذكر لأنه بمعنى الدليل، ويؤنث لأنه بمعنى الحجة، وقيل هو جمع سليط كرغيف ورغفان.
قوله تعالى: {إذا هم} إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط لأن المفاجأة تعقيب، ولايكون أول الكلام كما أن الفاء كذلك، وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة.
قوله تعالى: {وما آتيتم} ما في موضع نصب بآتيتم، والمد بمعنى أعطيتم، والقصر بمعنى جئتم وقصدتم.
قوله تعالى: {ليربوا} أي الربا {فأولئك} هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة.
قوله تعالى: {ليذيقهم} متعلق بظهر: أي ليصير حالهم إلى ذلك، وقيل التقدير عاقبهم ليذيقهم.
قوله تعالى: {وكان حقا} حقا خبر كان مقدم، و{نصر} اسمها، ويجوز أن يكون حقا مصدرا وعلينا الخبر، ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن وحقا مصدر وعلينا نصر مبتدأ وخبر في موضع خبر كان.
قوله تعالى: {كسفا} بفتح السين على أنه جمع كسفة، وسكونها على هذا المعنى تخفيف، ويجوز أن يكون مصدرا: أي ذا كسف والهاء في {خلاله} للسحاب وقيل للكسف.
قوله تعالى: {من قبله} قيل هي تكرير لقبل الأولى، والأولى أن تكون الهاء فيها للسحاب أو للريح أو للكسف، والمعنى: وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح، فتتعلق {من} بينزل.
قوله تعالى: {إلى أثر} يقرأ بالإفراد والجمع، و{يحيى} بالياء على أنه الفاعل الله أو الأثر أو معنى الرحمة، وبالتاء على أن الفاعل آثار أو الرحمة، والهاء في {رأوه} للزرع، وقد دل عليه يحيى الأرض، وقيل للريح، وقيل للسحاب {لظلوا} أي ليظللن لأنه جواب الشرط، وكذا أرسلنا بمعنى نرسل.
والضعف بالفتح والضم لغتان.
قوله تعالى: {لا تنفع} بالتاء على اللفظ، وبالياء على معنى العذر، أو لأنه فصل بينهما، أو لأنه غير حقيقي، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة االروم:

.[سورة الروم: الآيات 1- 2].

بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
{الم (1) غُلبَت الرُّومُ (2)}.
{الم} حروف لا محل لها من الإعراب {غُلبَت} ماض مبني للمجهول {الرُّومُ} نائب فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[سورة الروم: آية 3].

{في أَدْنَى الْأَرْض وَهُمْ منْ بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ (3)}.
{في أَدْنَى} الجار والمجرور متعلقان بالفعل {الْأَرْض} مضاف إليه والواو حالية {هُمْ} مبتدأ {منْ بَعْد} متعلقان بما بعدهما {غَلَبهمْ} مضاف إليه {سَيَغْلبُونَ} السين للاستقبال ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر هم والجملة الاسمية حال.

.[سورة الروم: آية 4].

{في بضْع سنينَ للَّه الْأَمْرُ منْ قَبْلُ وَمنْ بَعْدُ وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمنُونَ (4)}.
{في بضْع} الجار والمجرور متعلقان بالفعل يغلبون {سنينَ} مضاف إليه {للَّه} خبر مقدم {الْأَمْرُ} مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة لا محل لها {منْ قَبْلُ} متعلقان بمحذوف حال {وَمنْ بَعْدُ} معطوفان على ما قبلهما {وَ} الواو حرف استئناف {يَوْمَئذٍ} يوم ظرف مضاف إلى مثله {يَفْرَحُ الْمُؤْمنُونَ} مضارع وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[سورة الروم: آية 5].

{بنَصْر اللَّه يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ (5)}.
{بنَصْر} الجار والمجرور متعلقان بالفعل يفرح {اللَّه} لفظ الجلالة مضاف إليه. {يَنْصُرُ} مضارع فاعله مستتر {مَنْ} مفعول به والجملة مستأنفة {يَشاءُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة من والواو حالية {هُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ} مبتدأ وخبران والجملة حال.

.[سورة الروم: آية 6].

{وَعْدَ اللَّه لا يُخْلفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكنَّ أَكْثَرَ النَّاس لا يَعْلَمُونَ (6)}.
{وَعْدَ اللَّه} مفعول مطلق لفعل محذوف ولفظ الجلالة مضاف إليه {لا} نافية {يُخْلفُ} مضارع {اللَّهُ وَعْدَهُ} لفظ الجلالة فاعله، ومفعوله والجملة حال. {وَلكنَّ أَكْثَرَ} الواو حرف عطف وحرف مشبه بالفعل واسمه {النَّاس} مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها {لا} نافية {يَعْلَمُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة خبر لكن.

.[سورة الروم: آية 7].

{يَعْلَمُونَ ظاهرًا منَ الْحَياة الدُّنْيا وَهُمْ عَن الْآخرَة هُمْ غافلُونَ (7)}.
{يَعْلَمُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله {ظاهرًا} مفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها {منَ الْحَياة} متعلقان بما قبلهما {الدُّنْيا} صفة الحياة {وَ} الواو حالية {هُمْ} مبتدأ {عَن الْآخرَة} متعلقان بالخبر {غافلُونَ} {هُمْ} توكيد للأولى والجملة حال.

.[سورة الروم: آية 8].

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في أَنْفُسهمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إلاَّ بالْحَقّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإنَّ كَثيرًا منَ النَّاس بلقاء رَبّهمْ لَكافرُونَ (8)}.
{أَوَلَمْ} الهمزة حرف استفهام والواو حرف استئناف {يَتَفَكَّرُوا} مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة مستأنفة {في أَنْفُسهمْ} متعلقان بالفعل {ما} نافية {خَلَقَ اللَّهُ} ماض ولفظ الجلالة فاعله {السَّماوات} مفعول به {وَالْأَرْضَ} معطوفة على السموات {وَ} الواو حرف عطف {ما} اسم موصول معطوف على السموات {بَيْنَهُما} ظرف مكان {إلَّا} حرف حصر {بالْحَقّ} متعلقان بمحذوف حال {وَأَجَلٍ} معطوف على الحق {مُسَمًّى} صفة والجملة مستأنفة لا محل لها {وَإنَّ كَثيرًا} الواو حرف استئناف وإن واسمها {منَ النَّاس} متعلقان بكثيرا {بلقاء} متعلقان بكافرون {رَبّهمْ} مضاف إليه {لَكافرُونَ} خبر إن واللام المزحلقة والجملة مستأنفة لا محل لها.