الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[البروج: الآيات 19- 20] .الإعراب: جملة: {الذين كفروا في تكذيب} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة: {اللّه... محيط} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. .الصرف: .البلاغة: تمثيل لعدم نجاتهم من بأس اللّه تعالى بعدم فوت المحاط المحيط والمعنى أنه عز وجل عالم بهم، وقادر عليهم، وهم لا يعجزونه ولا يفوتونه سبحانه وتعالى. المجاز المرسل: في قوله تعالى: {بَلِ الَّذينَ كَفَرُوا في تكذيب}. علاقة هذا المجاز الحالية، لأن التكذيب معنى من المعاني، ولا يحلّ الإنسان فيه، وإنما يحلّ في مكانه، فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز، أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية. .[البروج: الآيات 21- 22] .الإعراب: جملة: {هو قرآن...} لا محلّ لها استئنافيّة. اهـ. .قال محيي الدين الدرويش: مكيّة. وآياتها ثنتان وعشرون. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .[البروج: الآيات 1- 9] .اللغة: {الأخدود} مفرد وجمعه أخاديد والخد بفتح الخاء بمعنى الأخدود وجمعه خدود وهو الشق في الأرض أو حفرة مستطيلة فيها ويجمع على أخاديد، والأخاديد أيضًا: آثار الضرب بالسوط ومنه أخاديد الأرشية في البئر وهي تأثير جرّها فيه. ويقال للشيخ: قد تخدّد ويراد قد تشنج جلده. .الإعراب: {قتل أَصْحابُ الأخدود النَّارِ ذاتِ الوقود} {قتل} فعل ماض مبني للمجهول و{أصحاب الأخدود} نائب فاعل و{النار} بدل اشتمال من {الأخدود} لأن الأخدود مشتمل على النار ولابد من تقدير ضمير بدل الاشتمال والتقدير النار فيه و{ذات الوقود} نعت للنار وقد اختلف في الرابط لأنهم اشترطوا في بدل الاشتمال أن يتصل بضمير يرجع إلى المبدل منه كما اشترطوا ذلك في بدل البعض من الكل ليربط البعض بكله فقيل الرابط محذوف متصل بغير البدل أي النار فيه وهو قول البصريين وقيل لا تقدير والأصل ناره ثم نابت أل عن الضمير وهو قول الكوفيين. {إِذْ هُمْ عليها قعود وَهُمْ على ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شهود} {إذ} ظرف لما مضى من الزمن متعلق بـ: {قتل} أي لعنوا حين أحرقوا بالنار قاعدين عليها في مكان مشرف عليها من حافات الأخدود، و{هم} مبتدأ و{عليها} متعلق بـ: {قعود} و{قعود} جمع قاعد خبر {هم} والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها و{هم} مبتدأ و{على ما يفعلون} متعلقان بـ: {شهود} و{شهود} خبرهم أي يشهدون بما فعلوا بالمؤمنين يوم القيامة وقيل {على} بمعنى مع و{شهود} بمعنى حضور والمعنى وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور لا يرقون لهم لقسوة قلوبهم وهذا التقدير أكثر ملاءمة لنظم القرآن وقد جرى عليه أبو نواس فقال: وعندئذ تكون في محل نصب على الحال أي حال فعلهم بالمؤمنين. {وَما نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الحميد} الواو عاطفة أو حالية و{ما} نافية و{نَقَمُواْ} فعل ماض وفاعل و{منهم} متعلقان بـ: {نَقَمُواْ} و{إلا} أداة حصر و{أن يؤمنوا} مصدر مؤول في محل نصب مفعول نَقَمُواْ أي ما عابوا منهم وما أنكروا إلا الإيمان، وسيأتي مزيد بسط لهذا المعنى في باب البلاغة، وعبروا بالمستقبل بقوله: {يؤمنوا} مع أن الإيمان وجد منهم في الماضي لأن تعذيبهم إياهم وإنكارهم عليهم ليس للإيمان الماضي وإنما لديمومته متمكنا فيهم مركوزا في صدورهم فكأنه قيل إلا استمرارهم على إيمانهم. و{باللّه} متعلقان بـ: {يؤمنوا} و{العزيز الحميد} صفتان للّه ذكر الأوصاف التي يستحق بها أن يعبد وأن يؤمن به كل مخلوق ومنها العزّة والأنعام الذي يستحق عليه الحمد. {الَّذي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شهيد} {الذي} نعت ثالث و{له} خبر مقدّم و{ملك السموات والأرض} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية لا محل لها لأنها صلة {واللّه} مبتدأ و{شهيد} خبره و{على كل شيء} متعلقان بـ: {شهيد}. .البلاغة: وقول ابن الرقيات وقد اقتبس لفظ القرآن ورمق سماء بلاغته: ومنه قول ابن نباتة المصري: وقول المعرّي: وأما الثاني فقليل في الشعر ومنه قول بعضهم: .[البروج: الآيات 10- 22] .اللغة: قال شارحه: والمفتون المجنون وبه فسّر قوله تعالى: {بأيّكم المفتون} وقال الجوهري: الباء زائدة والمفتون الفتنة وهو مصدر كالمعقود والمجلود والمخلوف. قال ابن برّي: إذا كانت الباء زائدة فالمفتون الإنسان وليس بمصدر فإن جعلت غير زائدة فالمفتون مصدر. وإنما نقلنا المادة كلها لننفي وهما تورط به الشيخ الجمل في حاشيته على الجلالين إذا قال: وفي القاموس: إن فتن بهذا المعنى من باب كتب فعلى هذا يكون له بابان. ومن مطالعة ما كتبناه ونقلناه عن القاموس يتضح هذا الوهم. .الإعراب: {إِنَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الكبير} كلام مستأنف كما تقدم مسوق لذكر ما أعدّ للمؤمنين، و{إن} واسمها وجملة {آمنوا} صلة {الذين} وجملة {وعملوا الصالحات} عطف على الصلة داخلة في حيّزها و{لهم} خبر مقدّم و{جنات} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر {إن الذين آمنوا} وجملة {تجري} نعت لـ: {جنات} و{من تحتها} متعلقان بـ: {تجري} و{الأنهار} فاعل و{ذلك} مبتدأ و{الفوز} خبر و{الكبير} نعت، وتذكير الإشارة للتنبيه للمذكور من حيازتهم للجنة واستحقاقهم إيّاها ولام البعد جيء بها للإيذان بعلو درجته في الفضل. {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لشديد} كلام مستأنف أيضًا مسوق لتسلية النبي عمّا يكابده من كفّار قومه وإن أمرهم مغلول، ومكرهم سيزول. وإن واسمها واللام المزحلقة و(شديد) خبرها. {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ ويعيد} إن واسمها وهو مبتدأ وجملة {يبدئ} خبر هو والجملة خبر إن ويجوز أن يكون {هو} ضمير فصل وجملة {يبدئ} خبر {إنه} {ويعيد} عطف على {يبدئ} أي من كان قادرا على الإبداء والإيجاد قادر بحكم الطبع والبداهة على الإعادة. {وَهُوَ الْغَفُورُ الودود ذُو العرش المجيد فَعَّالٌ لما يريد} الواو عاطفة و{هو} مبتدأ و{الغفور} وما بعده أخبار، وبهذه الآية يستدل النحاة على تعدّد الخبر، وسلك الزمخشري طريقا آخر فقال: {فعال} خبر مبتدأ محذوف وإنما قيل فعال لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة. وقال الفرّاء: هو رفع على التكرير والاستئناف لأنه نكرة محضة. {هَلْ أَتاكَ حديث الجنود فِرْعَوْنَ وثمود بَلِ الَّذينَ كَفَرُوا في تكذيب} كلام مستأنف مسوق لتقرير بطشه تعالى وفيه تسلية لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم أي هل أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم و{هل} قيل هي بمعنى قد وقيل هي استفهام تقريري تعجبي و{أتاك} فعل ماض ومفعول به و{حديث الجنود} فاعل و{فرعون وثمود} بدل من {الجنود} على حذف مضاف لأنه أراد بفرعون إياه وآله و{بل} إضراب انتقالي للأشد و{الذين} مبتدأ و{في تكذيب} خبره وسيأتي مزيد من معناه في باب البلاغة. {وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ محيط} الواو عاطفة و{اللّه} مبتدأ و{من ورائهم} متعلقان بـ: {محيط} و{محيط} خبر {اللّه}. {بَلْ هُوَ قرآن مجيد فِي لَوْحٍ محفوظ} {بل} إضراب انتقالي عن شدة كفرهم إلى وصف القرآن و{هو} مبتدأ و{قرآن} خبر و{مجيد} صفة أي يسبح وحده في البلاغة والبيان و{في لوح} صفة ثآنية و{محفوظ} صفة لـ: {لوح}.
|