.الحديث الحادي عشر:
أخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان فضل فعلى عياله، فإن كان فضل، فعلى ذي قرابته، فإن كان فضل فها هنا وها هنا».
.الحديث الثاني عشر:
أخرج البخاري، وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول».
.الحديث الثالث عشر:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول».
.الحديث الرابع عشر:
أخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أربعة دنانير: دينارا أعطيته مسكينا، ودينارا أعطيته في رقبة، ودينارا أنفقته في سبيل الله، ودينارا أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك».
.الحديث الخامس عشر:
أخرج البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لزوجة ابن مسعود:
«وولدك أحق من تصدقت عليهم».
.الحديث السادس عشر:
أخرج مسلم عن ميمونة: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها:
«لو أعطيتها أخوالك، كان أعظم لأجرك».
.[لمن تكون الصدقة]:
.الحديث السابع عشر:
أخرج الشافعي رضي الله عنه في السنن والبيهقي في المعرفة عن محمد بن علي مرسلا: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إفعلوا المعروف إلى من هو أهله، وغلى من ليس هو أهله، فإن أصبتم أهله، فقد أصبتم أهله، وإن لم تصيبوا أهله، فأنتم أهله».
ومر أن الخطيب في رواية، مالك عن ابن عمر، وابن النجار عن علي مرسلا، والإتصال مقدم على الإرسال.
.الحديث الثامن عشر:
أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به، ثم يقعد يتكفف الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى».
.الحديث التاسع عشر:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«قال رجل: لأتصدقن الليلة، فخرج بصدقة فوضعها في يد سارق، فاصبحوا يتحدثون تُصدق الليلى على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على سارق، لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون، تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غنى، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فعله أن يعتبر، فينفق مما أعطاه الله».
.الحديث العشرون:
أخرج أحمد، والترمذي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لما خلق الله تعالى الأرض، جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب هل لك في خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: يا رب هل في خلقك أشد من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله».
.الحديث الحادي والعشرون:
أخرج ابن ماجة، وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إذا أعطيتم الزكاة، فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما».
.الحديث الثاني والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وعن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء، أدناها الهم».
وأخرج الطبراني في الصغير والعسكري:
«صدقة السر تطفىء غضب الرب».
.الحديث الثالث والعشرون:
أخرج الطبراني عن علي، والبيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«باكروا بالصدقة، فإن البلايا لا تتخطى الصدقة».
.الحديث الرابع والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كان مسلمين، فيكون لوالديه أجرها».
.الحديث الخامس والعشرون:
أخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«المعتدي في الصدقة كمانعها».
.الحديث السادس والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لا تطعموا المساكين مما لا تطعمون».
.الحديث السابع والعشرون:
أخرج الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
« أفضل الصدقة: ما تُصدق به على مملوك عند مالك سوء».
.الحديث الثامن والعشرون:
أخرج سليم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة في رمضان».
.الحديث التاسع والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا».
.الحديث الثلاثون:
أخرج الطبراني في الكبير عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى اله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة سر إلى فقير، وجهد من مُقل».
.الحديث الحادي والثلاثون:
أخرج ابن النجار عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه».
.الحديث الثاني والثلاثون:
أخرج الدار قطني في الأفراد: عن ابن عباس رضي الله عنهما، والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إذا رددت على السائل ثلاثا فلم يذهب فلا بأس أن تزبره».
.الحديث الثالث والثلاثون:
أخرج الديلمي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«الصدقات بالغدوات، يذهبن بالعاهات».
.الحديث الرابع والثلاثون:
أخرج أحمد، والبخاري في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إذا تصدقت فأمضها».
.الحديث الخامس والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«استتمام المعروف، أفضل من ابتدائه».
.[صدقة العنز]:
.الحديث السادس والثلاثون:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«من منح منيحة، غدت بصدقة، وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها».
المنيحة أن تعطي غيرك شاة لبونا.
وهي سنة مؤكدة كما يأتي، ومن ثم كثرت فيها الأحاديث، وعظم فيها الأجر كما يعلم مما يأتي.
.الحديث السابع والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أربعون خلقا، يدخل الله بها الجنة، أرفعها منيحة الشاة».
وأخرج البخاري، وأبو داود:
«أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله بها الجنة».
.الحديث الثامن والثلاثون:
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم عن البراء: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«من منح منيحة ورق، أو منيحة لبن، أو أهدى زقاقا، فهو كعتق نسمة».
وأخرج مالك والبخاري:
«نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفية منحة يغدو بإناء ويروح بإناء».
وأخرج البزار:
«المنحة مردودة، والناس على شروطهم ما وافق منها الحق» ز وأخرج الطبراني:
«أفضل الصدقة المنيحس، أن تمنح الدرهم أو ظهر الدابة».
وأخرج أحمد
«خير الصدقة المنيحة، تغدو بأجر، وتروح بأجر».
ولا ينافي ما قبله، لأن المنحة اللبون تارة تكون أفضل وتارة يكون غيرها بحسب الحاجة، فكل من الحديثين محمول على ما إذا كان الإحتياج لما فيه أكثر.
.الحديث التاسع والثلاثون:
أخرج ابن ماجة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها:
«يا حميراء، من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح، ومن سقى مسلما شربة من ماء حديث يوجد الماء، فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء، فكأنما أحياها».
وأخرج أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«لدرهم أعطيته في عقل أحب إليّ من خمسة دراهم في غيره».
.الحديث الأربعون:
أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، في مستدركه: عن سعد بن عبادة، وأبو يعلى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أفضل الصدقة سقي الماء».
أي في المحل المحتاج إلى ماء فيه أكثر من غيره، وإلا فالتصدق بالمحتاج إليه أكثر في ذلك المحل أفضل، وبهذا تجتمع الأحاديث التي ظاهرها التعارض.
وفي رواية للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه:
«ليس صدقة أعظم أجرا من ماء» أي بالمعنى المقرور. وأخرج البيهقي
«أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا».
.الفصل الثاني: فيما يطلق عليه اسم الصدقة:
.:[ فيما يطلق عليه اسم الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج الخطيب في الجامع عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«إسماع الأصم صدقة».
.الحديث الثاني:
أخرج البخاري عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«أمط الأذى عن الطريق، فإنه لك صدقة».
.الحديث الثالث:
أخرج البخاري في الأدب، وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».
.الحديث الرابع:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعتمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل، فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة».
.الحديث الخامس:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها ويرفع عليها متاعه صدقة».
.الحديث السادس:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«ابن آدم ستون وثلاثمائة مفصل، على كل واحد منها في كل يوم صدقة، فالكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربة من الماء صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة».
.الحديث السابع:
أخرج مسلم، والنسائي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:
«يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزىء عن ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى».
وفي رواية
«إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس. أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف أونهي عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ، وقد زحزح نفسه عن النار».
وأخرج مسلم وأبو داود بلفظ:
«يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة فله بكل صلاة صدقة، وكل صيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، ويجزئ أحدكم عن ذلك ركعتا الضحى».