الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (87- 90): .شرح الكلمات: {الكتاب}: التوراة. {قفينا}: أرسلناهم يَقْفُو بعضهم بعضاً أي واحداً بعدَ واحد. {الرسل}: جمع رسول: ذكر من بني آدم أوحي إليه بشرع وأمر بتبلغيه. {البينات}: المعجزات وآيات الله في الإِنجيل. {روح القدس}: جبيريل عليه السلام. {غلفٌ}: عليها غلاف يمنعها من الفهم لما تدعونا إليه، أو هي أوعية للعلم فلا نحتاج معها إلى أن نتعلم عنك. {كتاب من عند الله}: القرآن الكريم. {يستفتحون}: يطلبون الفتح أي النصر. {بئسما}: بئس كلمة ذَمّ، ضدها نِعْمَ فإنها للمدح. {بغياً}: حسداً وظلماً. {باءوا بغضب}: رجعوا والغضب ضد الرضا، ومن غضب الله عليه أبعده ومن رضي عنه قربه وأدناه. {مهين}: عذاب فيه إهانة وصغار وذلك للمعذب به. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- قبح رد الحق لعدم موافقته لهوى النفس. 3- فظاعة جريمة القتل والتكذيب بالحق. 4- سوء عاقبة التبجح بالعلم وإدعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه. 5- ذم الحسد وأنه أخو البغي وعاقبتهما الحرمان والخراب. 6- شر ما يخاف منه سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى. .تفسير الآيات (91- 93): .شرح الكلمات: {بما أنزل علينا}: التوراة. {وهو الحق مصدقاً}: القرآن الكريم مقرر لأصول الأديان الإِلهية كالتوحيد. {البيانات}: المعجزات. {اخذتم العجل}: يريد إلهاً عبدتموه في غيبة موسى عليه السلام. {وأشربوا في قلوبهم العجل}: أي حب العجل الذي عبدوه بدعوة السامري لهم بذلك. .معنى الآيات: وفي الآية الثالثة (93) يذكِّر تعالى اليهود بما أخذه على أسلافهم من عهد وميثاق بالعمل بما جاء في التوراة عندما رفع الطور فوق رؤوسهم تهديداً لهم غير أنهم لم يفوا بما عاهدوا عليه كأنهم قالوا سمعنا وعصينا، فعبدوا العدل وأشربوا حبه في قلوبهم بسبب كفرهم ثم أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقبّح ما ادّعوه من أن إيمانهم هو الذي أمرهم بقتل الأنبياء وعبادة العجل، والتمرد والعصيان. .من هداية الآيات: 2- جرأة اليهود على قتل الأنبياء والمصلحين من الناس. 3- وجوب أخذ أمور الشرع بالحزم والعزم والقوة. 4- الإِيمان الحق لا يأمر صاحبه إلا بالمعروف، والإِيمان الباطل المزيف يأمر صاحبه بالمنكر. .تفسير الآيات (94- 98): .شرح الكلمات: {خالصة}: خاصة لا يدخلها أحد سواكم. {تمنوا الموت}: تمنّوه في نفوسكم واطلبوه بألسنتكم فإن من كانت له الدار الآخرة لا خير له في بقائه في الدنيا. {إن كنتم صادقين}: أي في دعوى أن نعيم الآخرة خاص بكم لا يشارككم فيه غيركم. {حياة}: التنكير فيها لتعم كل حياة ولو كانت ذميمة. {يودّ}: يحب. {الذين أشركوا}: هم غير أهل الكتاب من سائر الكفار. {بمزحزحه}: بمبعده من العذاب. {أن يعمر}: تعميره ألف سنة. {جبريل}: روح القدس الموكل بالوحي يتنزل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم. {نزّله على قلبك}: نزل جبريل القرآن على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. {مصدقاً لما بين يديه}: القرآن مصدق لما في الكتب السابقة من نعت الرسول صلى الله عليه وسلم والبشارة به ومن التوحيد ووجوب الإسلام لله تعالى. ميكال: ميكال وميكائيل. ملك من أعاظم الملائكة وقيل معناه عبيد الله. .معنى الآيات: وفي الآية الثانية (95) أخبر تعالى أن اليهود لن يتمنوا الموت أبداً وذلك بسبب ما قدموه من الذنوب والخطايا العظام الموجبة لهم عذاب النار بأنهم مجرمون ظلمة والله عليم بالظالمين وسيجزيهم بظلمهم إن حكيم عليم. وفي الآية الثالث (96) يخبر الله تعالى أن اليهود أحرص الناس على الحياة حتى من المشركين الذين يود الواحد منهم أن يعيش ألف سنة، فكيف يتمنون الموت إذاً وهم على هذا الحال من الحرص على الحياة، وذلك لعلمهم بسوء مصيرهم إن هم ماتوا. كما يخبر أن الكافر لا ينجيه من العذاب طول العمر ولو عاش أكثر من ألف سنة، ثم هدد الله تعالى اليهود وتوعدهم بقوله: {والله بصير بما يعملون} من الشر والفساد وسيجزيهم به. وفي الآية الرابعة (97) يأمر تعالى رسوله أن يرد على اليهود قولهم: لو كان الملك الذي بأتيك بالوحي مكيائيل لآمنا بك، ولكن لما كان جبريل فجبريل عدونا لأنه ينزل بالعذاب، بقوله: {قل من كان عدوا لجبريل} فليمت غيظاً وحنقاً فإن جبريل هوالذي ينزل بالقرآن بإِذن ربه على قلب رسوله مصدقاً- القرآن- لما سبقه من الكتب وهدى يهتدى به وبشى يبشر به المؤمنون الصالحون. وفي الآية الخامسة (98) يخبر تعالى أن من يعاديه عز وجل ويعادي أولياءه من الملائكة والرسل وبخاصة جبريل فإنه كافر، والله عدو له ولسائر الكافرين. .من هداية الآيات: 2- المؤمن الصالح يفضل لموت على الحياة لما يرجوه منالراحة والسعادة بعد الموت. 3- صدق القرآن فيما أخبر به عم اليهود من حرصهم على الحياة ولو كانت رخيصة ذميمة إذ هذا أمر مشاهد منهم إلى اليوم. 4- عداوة الله تعالى للكافرين. ولذا وجب على المؤمن معاداة أهل الكفر لمعاداتهم الله، ومعاداة الله تعالى لهم. .تفسير الآيات (99- 101): .شرح الكلمات: {يكفر بها}: يجحد بكونها كتاب الله ووحيه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. {الفاسقون}: الخارجون عما يجب أن يكونوا عليه من الإِيمان بالله والإِسلام له ظاهراً وباطناً. {أو كلما عاهدوا}: الهمزة للإِستفهام الإِنكاري والواو عاطفة على تقديره أكفروا بالقرآن ونبيه وكلما عاهدوا إلخ.. {العهد}: الوعد الملزم. {نبذه}: طرحه وألقاه غير آبه به ولا ملتفت إليه. {رسول}: التنكير للتعظيم والرسول هو محمد صلى الله عليه وسم، ومن قبله عيسى عليه السلام. {لما معهم}: من نعتِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتقرير نبوته، وسائر أصول دينه الإِسلام. {كتاب الله}: أي أعرضوا عنه ولم يلتفتوا إليه لمنافاته لما هم معروفون عليه من الكفر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كأنهم لا يعلمون مع أنهم يعلمون حق العلم. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- اليهود لا يلتزمون بوعد ولا يفون بعهد، فيجب أن لا يوثف في عهودهم أبداً. 3- التوراة أحد كتب الله عز وجل المنزلة أنزلها على عبده ورسوله موسى بن عمران عليه السلام. 4- قبح جريمة من تنكَّر للحق بعد معرفته، وصبح وكأنه جاهل به. .تفسير الآيات (102- 103): .شرح الكلمات: {على ملك سليمان}: على عهد ملك سليمان ووقت حكمه. {الشياطين}: جمع شيطان وهو من خبث وتمرد ولم يبق فيه قابلية للخير. {السحر}: هو كل ما لطف مأخذه وخفي سببه مما له تأثير على أعين الناس أو نفوسهم أو أبدانهم. {هاروت وماروت}: ملكان وجدا للفتنة. {فلا تكفر}: لا تتعلمْ منا السحر لتضر به فتكفرْ بذلك. {بين المرء وزوجه}: بين الرجل وامرأته. {اشتراه}: اشترى السحر بتعلمه والعمل به. {الخلاق}: النصيب والحظ. {ما شروا}: ما باعوا به أنفسهم. {لمثوبة}: ثواب وجزاء. .معنى الآيتين: كما أخبر تعالى في هذه الآية أن ما يتعلمه الناس من الملكين إنما يتعلمونه ليفرقوا بين الرجل وامرأته، وأن ما يحدث به من ضرر هو حاصل بإذن الله تعالى حسب سنته في الأسباب والمسببات، ولو شاء الله أن يوجد مانعاً يمنع من حصول الأمر بالضرر لفعل وهو على كل شيء قدير. فبهذا متعلموا السحر بسائر أنواعه إنما هم يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. وفي آخر الآية يقرر تعالى علم اليهود بكفر الساحر ومتعلم السحر ومتعاطيه حيث أخبر تعالى أنهم لا نصيب لهم في الآخرة من النعيم المقيم فيها فلذا هم كفار قطعاً. وأخيراً يقبح تعالى ما باع به اليهود أنفسهم، ويسجل عليهم الجهل بنفي العلم إذ قال تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}. وفي الآية الثانية (103) يفتح تعالى على اليهود باب التوبة فيعرض عليهم الإِيمان والتقوى فيقول: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون}. .من هداية الآيتين: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل (سبيل السّعادة والكمال) ويحسبون أنهم مهتدون} 2- كفر الساحر وحرمة تعلم السحر، وحرمة استعماله. 3- الله تعالى خالق الخير وَالضَّيْرِ ولا ضرر ولا نفع إلا بإذنه فيجب الرجوع إليه في جلب النفع، ودفع الضر بدعائه والضراعة إليه. 4- العلم المبهم كالظَّن الذي لا يقين معه لا يغير من نفسية صاحبه شيئاً فلا يحمله على فعل خير ولا على ترك شر بخلاف الرسوخ في العلم فإن صاحبه يكون لديه من صادق الرغبة وعظيم الرهبة ما يدفعه إلى الإِيمان والتقوى ويجنبه الشرك المعاصي. وهذا ظاهر في نفي الله تعالى العلم عن اليهود في هاتين الآيتين. .تفسير الآيات (104- 105): .شرح الكلمات: {انظرنا}: أملهنا حتى نفهم ما تقول ونحفظ. {الكافرين}: الجاحدين المكذبين لله ورسوله المستهزئين بهما أو بأحدهما. {أليم}: كثير الألم شديد الإِيجاع. {من أهل الكتاب ولا المشركين}: اليهود والنصارى والوثنيين من العرب وغيرهم. {من خير من ربكم}: من الوحي الإِلهي المشتمل على التشريع المتضمن لكل أنواع الهداية وطرق الإسعاد والإِكمال في الدارين. {الفضل}: ما كان من الخير غير محتاج إليه صاحبه، والله عز وجل هو صاحب الفضل إذ كل ما يمن به ويعطيه عباده من الخير هو في غنى عنه ولا حاجة به إليه أبداً. .معنى الآيتين: وأرشدهم تعالى إلى كلمة سليمة من كل شبهة تنافي الأدب وهي انظرنا، وأمرهم أن يسمعوا لنبيّهم إذا خاطبهم حتى لا يضطروا إلى مراجعته؛ إذ الاسْتِهْزَاءُ بالرسول والخسرة منه ومخاطبته بما يفهم الاستخفاف بحقه وعلوّ شأنه وعظيم منزلته كفر بواح. وفي الآية الثانية (105) أخبر تعالى عباده المؤمنين بأن الكفرين من أهل الكتاب ومن غيرهم من المشركين الوثنيين لا يحبون أن يُنزل عليكم من خير من ربكم وساء كان قرآنُاً يحمل أسمى الآداب وأعظم الشرائع وأهدى سبل السعادة والكمال، أو كان غير ذلك من سائر أنواع الخيرات، وذلك حسداً منهم للمؤمنين كما أخبرهم أنه تعالى يختص برحمته من يشاء من عباده فحسد الكافرين لكم لا يمنع فضل الله عليكم ورحمته بكم متى أرادكم بذلك. .من هداية الآيتين: 2- وجوب السماع لرسول الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، وعند مخاطبته لمن أكرمهم الله تعالى بمعايشته والوجود معه. 3- التحذير من الكافرين كتابيين أو مشركين لأنهم أعداء حسدة للمؤمنين فلا يحل الركون إليهم والإِطمئنان إلى أقوالهم وأفعالهم، إذ الريبة لا تفاقهم.
|