الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (5- 8): .شرح الكلمات: {بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله}: أي المصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم هذا المثل الذي ضربه الله لليهود كمثل الحمار يحمل أسفاراً أي كتباً من العلم وهو لا يدرى ما فيها. {قل يا أيها الذين هادوا}: أي اليهود المتدينون باليهودية. {إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس} أي وأنكم أبناء الله وأحباؤه وأن الجنة خاصة بكم. {فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}: أي ان كنتم صادقين في أنكم أولياء الله فتمنوا الموت مؤثرين الآخرة على الدنيا ومبدأ الآخرة الموت فتمنوه إذاً. {بما قدمت أيديهم}: أي بسب بما قدموه من الكفر والتكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنون. {والله عليم بالظالمين}: أي المشركين ولازم علمه بهم أنه يجزيهم بظلمهم العذاب الأليم. {تفرون منه}: أي لأنكم لا تتمنونه أباً وذلك عين الفرار منه. {فإنه ملاقيكم}: أي حيثما اتجهتم فإنه ملاقيكم وجهاً لوجه. {ثم تردون إلى عالم الغيب الشهادة} أي إلى الله تعالى يوم القيامة. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا} أي قل يا رسولنا يا أيها الذين هادوا أي يا من هم يدَّعون أنهم على الملة اليهودية، إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس حيث ادعيتم انكم أبناء الله وأحباؤه، وأن الجنة لكم دون غيركم إلى غير ذلك من دعاويكم فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في دعاويكم إذ الموت طريق الدار الآخرة فتمنوه لتمتوا فتستريحوا من كروب الدنيا وأتعابها. وقوله تعالى: {ولا يتمنونه أبداً} أخبر تعالى وهو العليم أنهم لا يتمنونه في يوم من الأيام أبداً، وبيّن تعالى علة ذلك بقوله: {بما قدمت أيديهم} من الذنوب والآثام الموجبة للعذاب. وقوله: {والله عليم بالظالمين} أي من أمثال هؤلاء اليهود وسيجزيهم بظلمهم عذاب الجحيم. وقوله تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه} أي قل لهم يا رسولنا إن الموت الذي تفرون منه ولا تتمنونه فراراً وخوفاً منه فإنه ملاقيكم لا محالة حيثما كنتم سوف يواجهكم وجهاً لوجه ثم تُردون إلى عالم الغيب والشهادة وهو الله تعالى الذي يعلم ما غاب في السماء والأرض، ويعلم ما يسر عباده، وما يعلنون وما يظهرون وما يخفون فينبئكم بما كنتم تعملون ويجزيكم الجزاء العادل إنه عليم حكيم. .من هداية الآيات: 2- التنديد بالظلم والظالمين. 3- بيان كذِب اليهود وتدجيلهم في أنهم أولياء الله وأن الجنة خالصة لهم. 4- بيان أن ذوى الجرائم أكثر الناس خوفاً من الموت وفراراً منه.
|