الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (163): (163)- إِلا مَنْ قَدَّرَ اللهُ ضَلالَتَهُ، وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. صَالِ الجَحِيمِ- دَاخِلُها أَوْ مُقَاسٍ حَرَّهَا. .تفسير الآية رقم (164): (164)- وَإِنَّ لِكُلٍّ مِنَّا مَرْتَبَةً لا يَتَجَاوَزُهَا فِي العِبَادَةِ والانْتِهَاءِ إِلَى أَمْرِ اللهِ، خُضُوعاً لِعَظَمَتِهِ، وَخُشُوعاً لِهَيْبَتِهِ. (وَقِيلَ إِنَّ المَعْنَى هُوَ: أَنَّ الله تَعَالَى أَرَادَ تَنْزِيهَ المَلائِكَةِ مِمَّا نَسَبَهُ إِلَيْهمُ الكُفَّارُ كَذِباً وَافْتِرَاءً مِنْ أَنَّهٌمْ بَنَاتُ اللهِ). وَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَوْضِعٌ إِلا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَوْ قَائِمٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا مِنَّا إِلا وَلَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ». رَوَاهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ جَرِيرٍ. .تفسير الآية رقم (165): (165)- وَإِنَّا لَنَقِفُ صُفُوفاً فِي أَدَاءِ الطَّاعَاتِ وَمَنَازِلِ الكَرَامَاتِ، لِكُلٍّ مِنّا مَنْزِلَةٌ لا يَتَعَدَّاهَا، وَمَرْتَبَةٌ لا يَتَخَطَّاهَا. (وَقَالَ ابْنُ جُرَيحٍ: كَانُوا لا يَصفُّونَ فِي الصَّلاةِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَصَفُّوا). وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ: «فَضَّلَنَا اللهُ عَلَى النَّاسِ بِثَلاثٍ: جُعِلْنَا صُفُوفاً كَصُفُوفِ المَلائِكَةِ، وَجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ مَسْجِداً، وَتُرْبَتُهَا طَهُوراً». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. الصَّافُّونَ- أَنْفُسَنَا فِي مَقَامِ العِبَادَةِ. .تفسير الآية رقم (166): (166)- وَإِنَّنَا لَنَقِفُ صُفُوفاً فِي الصَّلاةِ فَنُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَنُمَجِّدُهُ، وَنُنَزِّهُهُ عَنِ النَّقَائِصِ، فَنَحْنُ عَبيدٌ لَهُ، فُقَرَاءُ إِلَيْهِ، خَاضِعُونَ لأَمْرِهِ. المُسَبِّحُونَ- المُنَزِّهُونَ اللهَ تَعَالَى عَمَّا لا يَلِيقُ بِجَلالِهِ. .تفسير الآية رقم (167): (167)- وَقَدْ كَانُوا يَتَمَنَّونَ قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَكَ اللهُ إِلَيْهِمْ رَسُولاً يَا مُحَمَّدُ. .تفسير الآية رقم (168): (168)- أَنْ لَوْ كَانَ عِنْدَهُمْ مَنْ يُذَكِّرُهُمْ بِأَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَنَوَاهِيهِ، وَأَنْ يَأْتِيَهمْ بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى يَتَضَمَّنُ شَرَائِعَهُ، وَأَخْبَارَ القُرُونِ المَاضِيَةِ. .تفسير الآية رقم (169): (169)- لَكَانُوا أَخْلَصُوا العِبَادَةَ للهِ، وَلَكَانُوا أَهْدَى سَبيلاً مِمَّنْ سَبَقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ السَّابِقِينَ مِنَ اليَهُودِ والنَّصَارَى. .تفسير الآية رقم (170): (170)- وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ فِيمَا يَقُولُونَ وَيَتَمَنَّوْنَ، لأَنَّهُمْ حِينَمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِهِمْ يُبَلِّغُهُمْ رِسَالاتِ رَبِّهِمْ، وَيَنْصَحُ لَهُمْ، وَيَتْلُو عَلَيْهِمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ قُرآنٍ، كَذَّبُوا رَسُولَ رَبِّهِمْ، وَكَفُرُوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ، وَعَصَوا اللهَ، وَأَصَرُّوا عَلَى شِرْكِهِمْ. وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ كُفْرِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ وَعِنَادِهِمْ، وَسَيَرَوْنَ مَا يَحْلُّ بِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَذَابِ اللهِ وَنِقَمِهِ. .تفسير الآية رقم (171): (171)- وَلَقَدْ سَبَقَ وَعْدُ اللهِ فِي الكِتَابِ الأَوَّلِ أَنَّ العَاقِبَةَ لِلرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِم المُخْلِصِينَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. .تفسير الآية رقم (172): (172)- وَأَنَّهُ سَيَنْصُرُهُمْ وَيُؤَزِّرُهُمْ وَيُذِلُّ أَعْدَاءَهُمْ وَأَعْدَاءَ اللهِ. .تفسير الآية رقم (173): {الغالبون} (173)- وَإِنَّ جُنْدَ اللهِ الذِينَ يُقَاتِلُونَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، سَتَكُونَ لَهُمْ الغَلَبَةُ عَلَى أَعْدَائِهِمْ فِي الحَرْبِ. .تفسير الآية رقم (174): (174)- وَأَعْرِضْ عَنْهُمْ يَا مُحَمَّدُ، وَاصْبِرْ عَلَى أَذَاهُمْ، وَانْتَظِرْ مُدَّةً قَلِيلةً، فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ العَاقِبَةَ، والنَّصْرَ والغَلَبَةَ. .تفسير الآية رقم (175): (175)- وَانْظُرْ وَارْتَقِبْ فَسَيَرَوْنَ مَا سَيَحِلُّ بِهِمْ مِنَ العَذَابِ والعُقُوبَةِ. .تفسير الآية رقم (176): (176)- إِنَّهُمْ إِنَّمَا يَسْتَعْجِلُونَ وُقُوعَ العَذَابِ لأَنَّهُمْ مُكَذِّبُونَ لِمَا تَقُولُ، وَمُنْكِرُونَ لِلبَعْثِ والنُّشُورِ والحِسَابِ والجَزَاءِ، وَمُسْتَبْعِدُونَ حُلُولَ العَذَابِ بِهِمْ، كَمَا تُوعِدُهُمْ، واللهُ سَيُنْزِلُ عَذَابَهُ بِهِمْ لا مَحَالَةَ. .تفسير الآية رقم (177): (177)- فَإِذَا نَزَلَ العَذَابُ بِهِمْ وَبِمَحَلَّتِهِمْ (بِسَاحَتِهِمْ)، فَبِئْسَ الصَّبَاحُ صَبَاحُهُمْ، وَبِئْسَ اليَوْمُ يَوْمُهُمْ لِهَلاكهِمْ وَدَمَارِهِمْ، فَقَدْ أَنْذَرَهُمْ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بالعَذَابِ فَاسْتَهْزَؤُوا بِهِ، وَاسْتَعْجَلُوا عَذَابَ اللهِ. بِسَاحَتِهِمْ- بِفِنَائِهِمْ أَيْ نَزَلَ بِهِمْ. .تفسير الآية رقم (178): (178)- وَأَعْرِضْ عَنْهُمْ يَا مُحَمَّدُ، وَاصْبِرْ عَلَى أَذَاهُمْ، وَانْتَظِرْ مُدَّةً قَليلةً فَإِنَّ اللهَ سَيَجْعَلُ لَكَ العَاقِبَةَ، والنَّصْرَ، والغَلَبَةَ. .تفسير الآية رقم (179): (179)- وَانْظُر وارْتَقِبْ فَسَوفَ يَرَوْنَ مَا يَحِلُّ بِهِمْ مِنَ العَذَابِ والعُقَوبَةِ. .تفسير الآية رقم (180): {سُبْحَانَ} (180)- يُقَدِّسُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَه الكَرِيمَةَ، وَيُنَزِّهُهَا عَمَّا يَقُولُهُ الظَّالِمُونَ المُفْتَرُونَ، فَهُوَ رَبُّ العِزَّةِ التِي لا تُرَامُ وَلا تَغَالَبُ. رَبُّ العِزَّةِ- رَبُّ القُدْرَةِ والغَلَبَةِ والبَطْشِ. .تفسير الآية رقم (181): {سَلامٌ} (181)- وَيُسَلِّمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ المُرْسَلِينَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. .تفسير الآية رقم (182): {العالمين} (182)- وَيَحْمَدُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ الكَريمَةَ فِي آخِرِ السُّورَةِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ المُخْلَصِينَ المُصْطَفينَ الأخْيَارِ، وَعَلَى خَلْقِهِ مِنْ أَنْعُمٍ وَأَفْضَالٍ، فَلِلَّهِ الحَمْدُ والفَضْلُ والمِنَّةُ. .سورة ص: .تفسير الآية رقم (1): {والقرآن} (1)- صَادْ- اللهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ. أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِالقُرْآنِ ذِي الشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ، المُشْتَمِلِ عَلَى مَا فِيهِ ذِكْرٌ لِلعِبَادِ، وَنَفْعٌ لَهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ وَمَعَادِهِمْ. (وَجَوَابُ القَسَمِ هُوَ مَا جَاءَ فِي هَذِهِ السُّوُرَةِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِيمَا جَاءَ بِهِ مِنْ رَبِّهِ، وَأَنَّهُ مُرْسَلٌ إِلَى الخَلْقِ كَافَّةً). وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ جَوَابَ القَسَمِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الآيَةِ التَّالِيَةِ: {بَلِ الذين كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ.} ذِي الذِّكْرِ- ذِي الشَّرَفِ والرِّفْعَةِ، أَوْ ذِي البَيَانِ لِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الخَلْقِ فِي أُمُورِ دِينِهِمْ. .تفسير الآية رقم (2): (2)- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالقُرْآنِ لَمْ يَكْفُرُوا بِهِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا فِيهِ عِبْرَةً وَعِظَةً وَذِكْرَى، وَإِنَّمَا كَفَرُوا بِهِ اسْتِكْبَاراً وَحَمِيَّةً (عِزَّةٍ)، وَمُخَالَفَةً وَمُشَاقَّةً لِلْرَّسُولِ. عِزَّةٍ- حَمِيَّةٍ وَتَكَبُّرٍ عَنِ الانْصِيَاعِ لِلْحَقِّ. شِقَاقٍ- مُشَاقَّةً وَمُخَالَفَةً للهِ وَلِلرَّسُولِ. .تفسير الآية رقم (3): (3)- يُنَبِّهُ اللهُ تَعَالى هَؤُلاءِ الكَافِرِينَ المُعَانِدِينَ المُشَاقِّينَ لِلرَّسُولِ الكَرِيمِ إِلى أَنَّهُ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَثِيراً مِنَ الأًمَمِ (مِنْ قَرْنٍ) المُكَذِّبَةِ، فَنَادَوْا حِينَ جَاءَهُمُ العَذَابُ، وَاسْتَغَاثُوا وَجَأَرُوا إِلى اللهِ بالدُّعَاءِ، فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ شَيْئاً، لأَنَّ أَوَانَ العَمَلِ والتَّوْبَةِ قَدْ فَاتَ، وَجَاءَ البأْسُ، فَلَيْسَ الوَقْتُ وَقْتَ فِرَارٍ وَهَرَبٍ مِنَ العِقَابِ. كَمْ أَهْلَكْنَا- كَثِيراً مَا أَهْلَكْنَا. قَرْنٍ- أُمَّةٍ. فَنَادَوْا- فَاسْتَغَاثُوا حِينَ عَايَنُوا العَذَابَ. وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ- لَيْسَ الوَقْتُ وَقْتَ فِرَارٍ وَخَلاصٍ.
|