الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (68): (68)- وإنَّ خالقَكَ ومَرُبِّيكَ، يا مُحَمَّدُ، لهوَ القويُّ القادرُ على الانتِقامِ مِنَ المُكَذِّبينَ، المُنعِمُ بالرَّحمَةِ على المُؤمِنينَ. .تفسير الآية رقم (69): {إِبْرَاهِيمَ} (69)- واتْلُ يا مُحَمَّدُ عَلَى قَوْمِكَ أخْبَارَ أبيهِمْ إبراهيم عَليهِ السَّلامُ، لَعَلَّهُمْ يَقْتَدُونَ بهِ في الإِخلاصِ والتَّوَكُّلِ على اللهِ تَعالى، وَعِبَادَتِه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، والتَّبَرُّؤ منَ الشِّرْكِ وأهلِهِ فقدْ أُوتِي رُشْدَهُ من صِغَرِهِ، فَهوَ حينَ نَشَأَ وَتَرَعْرَعَ أنكَرَ على أبيهِ وقومِهِ عبادةَ الأصْنَامِ. .تفسير الآية رقم (70): (70)- فقال لأبيه وقومِهِ: مَاذا تَعْبدُونَ؟ وما هذهِ التَّمَاثيلُ التي أَنُتمْ على عِبَادَتِها عَاكِفُونَ؟ مَعَ أنَّها لا تَستحِقُّ العبادَةُ. .تفسير الآية رقم (71): {عَاكِفِينَ} (71)- فقالُوا لَهُ مُبَاهينَ: إنهُمْ يَعْبُدونَ أصْنَاماً يظَلُّونَ مُقيمينَ على عِبَادَتِها ودُعائِها تَعْظِيماً لها وتَمْجِيداً. .تفسير الآية رقم (72): (72)- فَسَأَلَهُمْ إبراهيمُ مُسْتَغْرِباً، ومُسْتَهْزِئاً، وَمُنْكِراً تَصَرُّفَهُمْ هذا: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ حِينَما تَدْعُونَهُمْ وهُمْ حِجَارَةٌ، وهَلْ يُجِيبُونَكُمْ إذا دَعَوْتُمُوهُمْ؟ .تفسير الآية رقم (73): (73)- وَهَلْ يَسْتَطِيعُونَ نَفْعَكُمْ إِذا أطَعْتُمُوهُم، أَوْ ضَرَّكُمْ إِنْ عَصَيْتُموهُمْ؟ .تفسير الآية رقم (74): {آبَآءَنَا} (74)- فَاعْتَرَفُوا بأَنَّهُمْ لا يَعْرِفُون أنَّها تَنْفعُ وتَضُرُّ، وإنَّما وَجَدُوا آباءَهُمْ يَعْبُدُونَها، ويَسجُدُونَ لهَا، ويَنْحَرُونَ لها القَرابينَ، فاقْتَدَوْا بِهمْ، وفَعلُوا فِعلهُمْ. .تفسير الآية رقم (75): {أَفَرَأَيْتُمْ} (75)- قالَ إبراهيمُ لقومِهِ: هلْ تَرَوْنَ هذهِ الأصنامَ التي تَعْبُدُونها أنتم؟ أفرأيتُمْ- أتَأَمَّلْتُمْ فَعَلِمْتُمْ. .تفسير الآية رقم (76): {آبَآؤُكُمُ} (76)- والتي عَبَدَهَا آباؤُكُم الأقْدَمُون من قَبْلِكُمْ؟ .تفسير الآية رقم (77): {العالمين} (77)- إِنَّنِي بَرَاءٌ منها جَميعاً، وَأَنَا لا أَعتَرِفُ برُبوبيَّةِ شَيءٍ منْها، وإِنَّنِي لا أَعْبُدُ إِلا اللهَ وَحْدَهُ سُبحانَهُ، فَهُوَ رَبُّ العَالمِينَ، وَلا رَبَّ سِوَاهُ. .تفسير الآية رقم (78): (78)- وهُوَ تَعَالَى الذيْ خَلَقِنِي، وخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ، وهُوَ الذِي هَدَى الخَلائِقَ إِلَيْهِ، فَكُلٌّ يجرِي عَلى ما قُدِّرَ لَهُ، وهُو الذيْ يَهْدِينِي إلى كلِّ ما يُوصلُني إِلى السَّعَادَةِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ. .تفسير الآية رقم (79): (79)- وهُو خَالِقِي ورَازِقِي بِمَا سَخَّرَ ويَسَّرَ مِنَ الأسْبَابِ. .تفسير الآية رقم (80): (80)- وإذَا ألمَّ بِي مَرَضٌ فَرَبِّي هوَ الذي يَشْفِينِي مِنَ المَرضِ، ولا يقْدِرُ عَلى شِفَائي غيرُهُ، بما يُقَدِّرُهُ من الأَسْبَابِ المُوصِلَةِ إليهِ. .تفسير الآية رقم (81): (81)- وهُوَ الذيْ خَلَقَنِي ثُمَّ يُمِيتُنِي حينَمَا يَحِينُ أَجَلِي، ثُمَّ يَبْعَثُنِي حَيّاً مَرَّةً أُخْرى يَومَ القِيامةِ، ولا يَقْدِرُ أَحُدٌ سواهُ على شَيءٍ مِنْ ذَلكَ. .تفسير الآية رقم (82): (82)- وإنِّي أطْمَعُ في أنْ يغْفِرَ تَعالى خَطَايَايَ وذُنُوبِي وهَفَوَاتِي يومَ القِيَامَةِ (يومَ الدِّين)، ولا يَقْدِرُ على مِغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غيرُهُ، في الدُّنْيا والآخِرَةِ، وهو الفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ. يومَ الدِّين- يومَ القِيَامَةِ. .تفسير الآية رقم (83): {بالصالحين} (83)- ثُمَّ دَعَا إبراهيمُ رَبَّهُ أنْ يُؤْتِيَهُ عِلْمَاً ورَأْياً سَدِيداً (حُكْماً- وقِيلَ بلْ المرادُ بِالحُكْمِ هُنا النُّبوةُ) وأن يُوفِّقَهُ إلى العَمَلِ في طَاعَةِ ربِّهِ لِيَكُونَ منْ زُمَرَةِ المُقَرَّبينَ إليهِ، المُطِيعِينَ لَهُ، المُؤْهَّلِينَ لِحَمْلِ رَسَالَتِهِ. .تفسير الآية رقم (84): {الآخرين} (84)- وأَن يَجْعَلَ لهُ ذِكْراً جَميلاً، يَذْكُرُه بهِ منْ يأتي بعدَهُ، وَأَنْ يَكُونَ قُدْوَةً يُقْتَدَى بهِ بِمَا يُوفِّقُهُ إليهِ ربُّهُ مِنْ عَمَلِ الخَيْرِ. لِسَانَ صِدْقٍ- ثَنَاءً جَمِيلاً، وذِكْراً حَسَناً. .تفسير الآية رقم (85): (85)- وأَن يُنْعِمَ عليه ربُّهُ في الدُّنْيا بِبَقَاءِ الذِّكْرِ الجَمِيلِ بَعْدَهُ، وأن يُنْعِمَ عَليهِ في الآخِرَة بأنْ يَجْعَلَهُ مِمَّنْ يَرِثُونَ جَنةَ النَّعِيم. .تفسير الآية رقم (86): (86)- ودَعَا إبراهيمُ رَبَّهُ لِيَغْفِرَ لأَبِيه (لأنَّهُ كانَ مُشْرِكاً باللهِ، ضَالاً عَنْ طريق الهُدَى). (ولكنَّ إبْرَاهِيمَ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ فيما بَعْدُ حينَمَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوُّ للهِ، ورَجَعَ في دُعَائِه هَذا كَما جاءَ في آيةٍ أُخْرَى). .تفسير الآية رقم (87): (87)- ودَعَا رَبَّهُ أنْ يُجِيرَهُ من الخِزْيِ والهَوَانِ يومَ القِيِامَةِ، يومَ يَبْعَثُ اللهُ الخَلائقِ، ويحشُرُهُمْ جَميعاً للحِسَابِ. لا تُخْزِنِي- لا تَفْضَحْنِي ولا تُذِلَّنِي بِعِقَابِكَ. .تفسير الآية رقم (88): (88)- وفي يَومِ القِيامةِ، يومَ يُبْعَثُ الخَلائِقُ، لا يَقِي المَرءَ منْ عذابِ اللهِ مالُهُ، ولوِ افْتَدَى بِمِلْءِ الأرْضِ ذًهَباً، ولا يَنْفَعُهُ بنُوهُ، ولا أحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ. .تفسير الآية رقم (89): (89)- ولا يَنْفَعُهُ في ذَلكَ اليوم إِلا إيمَانُه، وَعَمَلُهُ الصَّالِحُ، وأَنْ يأْتِيَ اللهَ ربَّهُ بقلْبٍ سليمٍ، مُبَرَّإٍ من الشِّرْكِ والدَّنَسِ، والخَطَايا، وقَدْ أَخْلَصَ الإِيمانَ للهِ، وأخْلَصَ العَقِيدَةَ لَهُ، وآمَنَ إيمَاناً صادقاً أنه لا إِلهَ إلا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأنَّ السَّاعَةَ آتيةٌ لا رَيْبَ فِيها، وأنَّ يَبْعَثُ مَنْ في القُبُورِ. بِقَلْبِ سَلِيمٍ- بَرِيءٍ من مَرَضِ النِّفَاقِ والكُفْرِ. .تفسير الآية رقم (90): (90)- وأُدْنِيَتِ الجَنَّةُ وقُرِّبَتْ الجَنَّةُ وقُرِّبَتْ منَ السُّعَداءِ المُتَّقِين، حَتى أصْبَحَتْ مِنْهُمْ بِمَرْأَى البصَرِ وهيَ مُزَيَّنَةٌ مُزَخْرَفَةٌ لِيَفْرَحُوا بِرُؤْيَتِها، وهؤلاءِ المُتقونَ هُمُ أُزْلِفَتِ الجَنَّةُ- قُرِّبَتْ لِتُصْبِحَ بِمَرأَى العَيْنِ. .تفسير الآية رقم (91): (91)- وأُبْرِزَتْ جَهنَّمُ، وأُظْهِرَتْ لأهْلِها الكَفَرةِ الطُّغَاةِ الغَاوِينَ، لتكون بِمَرْأى العينِ مِنْهُمْ، وفي ذلكَ تَعجِيلٌ لِحَسْرَتِهِمْ وغَمِّهِمْ. بُرِّزَتِ الجَحِيمُ- أُظْهِرَتْ وأُبْرِزَتْ بِحَيْث تُرى أهْوَالُها. للغَاوِينَ- الضَّالينَ عَنْ طريقِ الحَقِّ. .تفسير الآية رقم (92): (92)- وقِيلَ لأهْلِ النَّارِ تَقْرِيعاً وتَوْبِيخاً: أَينَ الآلهةُ الذينَ كُنتمْ تَعْبُدُونَهُمْ منْ دونِ اللهِ مِنْ أصْنَامٍ وأنْدَادٍ؟ .تفسير الآية رقم (93): (93)- لقَدْ كُنْتُمْ أنْتُمْ تَعْبُدُونَهُمْ في الدُّنْيا من دونِ اللهِ تَعالى، وتَعْتَقِدُونَ أنَّهُمْ سَيَشْفَعُون لَكُمْ عندَ اللهِ، فهَلْ يَسْتَطِيعونَ اليومَ نَصْرَكُمْ أو نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ؟ وهَلْ يستطيعونَ أن يَدْفَعُوا عَذابَ اللهِ عنكُمْ أو عَنْ أنفُسِهِمْ؟ إنَّكُمْ وإيَّاهُمْ صَائِرونَ إِل جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيراً ومُسْتَقَرّاً. .تفسير الآية رقم (94): {الغاوون} (94)- فأَلْقُوا في جَهَنَّمَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، بعْضُهُم فَوقَ بَعضٍ (كُبْكِبُوا) هُمْ وقَادَتُهُمْ وكُبَراؤُهُمْ، الذِينَ دَعَوْهُمْ إِلى الشِّرْكِ. كُبْكِبُوا- أُلْقُوا بعضُهُمْ فوقَ بَعْضٍ على وُجُوهِهِمْ. الغَاوُون- الضَّالُّونَ المُضِلُّون، وهُمْ هُنَا الكُبَراءُ.
|