فصل: تفسير الآية رقم (8):

مساءً 11 :56
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
17
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (5):

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}
(5)- وَقَدْ حَدَثَ كُلُّ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَمرَهَا بِأَنْ تَتَزَلْزَلَ وَتَنْشَقَّ وَتَتَحَدَّثَ بِمَا فَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ظَهْرِهَا فَأَطَاعَتْ أَمْرَ رَبِّهَا.

.تفسير الآية رقم (6):

{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)}
(6)- وَيَوْمَ تَتَزَلْزَلُ الأَرْضُ، وَتَنْدَكُّ، وَيَبْعَثُ اللهُ تَعَالَى المَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ، وَيَجْمَعُهُمْ لِلْحِسَابِ وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ بِعَدْلِهِ المُطْلَق، فَيَرْجِعُ النَّاسُ عَنْ مَوْقِفِ الحِسَابِ (يَصْدُرُ النَّاسُ) أَصْنَافاً مُتَمَايِزِينَ، فَيَكُونُ المُحْسِنُونَ مَعاً، فِي طَرِيقِهِمْ إِلى دَار المَثُوَبَةِ، وَيَكُونُ الطُّغَاةُ المُجْرِمُون وَالمُسيئُونَ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى دَارِ العُقُوبَةِ لِيُلاقُوا جَزَاءَ مَا عَمِلُوهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)}
(7)- فَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ خَيْرٍ فَإِنَّهُ سَيَجِدُ ثَوَابَهُ مَهْمَا كَانَ حَقِيراً، حَتَّى وَلَوْ كَانَ فِي وَزْنِ الذَّرَّةِ. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَو أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسقِي».
وَقَالَ أَيْضاً: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ». أَخْرَجَهُمَا البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ- مِثْلَ وَزْنِ الذَّرَّةِ.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
(8)- وَمَنْ عَمِلَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ سُوءٍ فَإنَّهُ وَاجِدٌ جَزَاءَهُ عِنْدَ رَبِّهِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.

.سورة العاديات:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
{العاديات}
(1)- يٌقْسِمُ اللهُ تَعَالَى بِالخَيْلِ التِي تَجْرِي فِي سَبيلِ اللهِ، فَيُسْمَعُ لَهَا زَفِيرٌ شَدِيدٌ لِشِدَّةِ عَدْوِهَا.
(وَيُقْسِمُ تَعَالَى بِالخَيْلِ لِيُعْلِيَ مِنْ قَدْرِهَا فِي نُفُوسِ المُؤْمِنِينَ مِنْ عِبَادِهِ، لِيَعْتَزُّوا بِهَا، وَيُكَرِّمُوهَا، وَيَتَّخِذُوهَا لِلجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ تَعَالَى).
العَادِيَاتُ- الخَيْلُ.
ضَبْحاً- زَفِيرَ الخَيْلِ الشَّدِيدَ حِينَمَا تَرْكُضُ.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
{فالموريات}
(2)- وَالخَيْلُ التِي تَعْدُو فِي سَبِيلِ اللهِ تَضْرِبُ بِحَوَافِرِهَا الأَرْضَ فَيَتَطَايَرُ الشَّرَرُ مِنْ آَثارِ ضَرْبِ الصُّخُورِ بِحَدِيدِ نِعَالِهَا.
المُورِيَاتُ- المُخَرِجَاتُ النَّارِ بِصَكِّ حَوَافِرِهَا بِالصَّخْرِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
{فالمغيرات}
(3)- وَالخَيْلُ التِي تغيرُ عَلَى الأَعْدَاءِ فِي الصَّبَاحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ لأَخْذِهِمْ عَلى حِينِ غِرَّةٍ مِنْهُمْ.
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْتَظِرُ الصَّبَاحَ لِيُغِيرَ عَلَى مِنْ أَرَادَ الإِغَارَةَ عَلَيْهِ، فَإِذَا سَمِعَ فِي حَيِّهِم أَذَاناً كَفَّ عَنْهُمْ لأَنَّهُ يُدْرِكُ أَنَّهُمْ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ مُتَمَسِّكُونَ بِالصَّلاةِ وَإِلا أَغَارَ عَلَيهِمْ المُغِيرَاتِ صُبْحاً- المُبَاغِتَاتِ لِلعَدُوِّ وَقْتَ الصَّبَاحِ.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
(4)- فَأَثَارَتِ الخَيْلُ الغُبَارَ أَثْنَاءَ رَكْضِهِنَّ لإِدْرَاكِ الأَعْدَاءِ، وَفِي جَرْيِهِنَّ فِي سَاحَةِ المَعْرَكَةِ.
أَثَرْنَ- أَخْرَجْنَ.
النَّقْعُ- الغُبَارُ.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
(5)- فَجَعَلْنَ الغُبَارَ يَتَوَسَّطُ جَمْعَ الأَعْدَاءِ حَتَّى يُصِيبَهُ الرُّعْبُ والفَزَعُ.
وَسَطْنَ- تَوَسَّطْنَ جَمْعَ الأَعْدَاءِ.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
{الإنسان}
(6)- ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى مَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ وَهُوَ أَنَّ الإِنْسَانَ لَشدِيدُ الكُفْرَانِ وَالجُحُودِ لأَنْعُمِ اللهِ.
كَنُودٌ- كَفُورٌ جَحُودٌ.
وَعَرَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الكَنُودَ فَقَالَ: «الكَنُودُ الذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ».

.تفسير الآية رقم (7):

{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
(7)- وَإِنَّ الإِنْسَانَ نَفْسَهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَنُودٌ فِي الكُفْرَانِ وَالجُحُودِ لأَنِعُمِ اللهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يُؤدِّ حَقَّ رَبَّهِ عَلَيْهِ بِالشُّكْرِ. وَهَذِهِ شَهَادَةٌ مِنَ الإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّهُ كَنُودٌ، وَهِيَ شَهَادَةٌ بِلِسَانِ الحَالِ.
(وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ الإِنْسَانَ يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الآخِرَةِ بِذُنُوبِهِ).

.تفسير الآية رقم (8):

{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
(8)- وَإِنَّ الإِنْسَانَ بِسَبَبِ حُبِّهِ الشَّدِيدِ لِلْمَالِ، وَشَغَفِهِ بِهِ وَتَعَلُّقِهِ بِجَمْعِهِ وَادِّخَارِهِ، لَبَخِيلٌ شَدِيدُ البُخْلِ، حَرِيصٌ مُتَنَاهٍ فِي حِرْصِهِ، وَمُمْسِكٌ مُتَنَاهٍ فِي إِمْسَاكِهِ.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)}
(9)- أَفَلا يَعْلَمُ هَذَا الإِنْسَانُ البَخِيلُ بِالمَالِ، الحَرِيصُ عَلَى جَمْعِهِ، أَنَّ اللهَ إِذَا بَعَثَ مَنْ فِي القُبُورِ مِنَ الأَمْوَاتِ.
بَعْثِرَ- أُثِيرَ وَأُخْرِجَ وَنُثِرَ.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)}
(10)- وَظَهَرَ مَا كَانَ النَّاسُ يُسِرُّونَهُ فِي أَنْفُسِهِمْ.
حُصِّلَ- جُمِعَ وَأُظْهِرَ.

.تفسير الآية رقم (11):

{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)}
{يَوْمَئِذٍ}
(11)- فَإِذَا بُعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ، وَظَهَرَ مَا أَخْفَتْهُ الصُّدُورُ، فَحِينَئِذٍ يُدْرِكَ الإِنْسَانُ البَخِيلُ الكَنُودُ، الحَرِيصُ عَلَى جَمْعِ المَالِ، أَنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كَانَتْ تَنْطَوِي عَلَيْهِ نَفْسُهُ، وَأَنَّهُم مُجَازِيهِ عَلَى جُحُودِهِ وَكُفْرِهِ بِأَنْعُمِ رَبِّهِ عَلَيْهِ.

.سورة القارعة:

.تفسير الآية رقم (1):

{الْقَارِعَةُ (1)}
(1)- القَارِعَةُ اسْمٌ مِنْ أَسْمََاءِ القِيَامَةِ، وَسُمِيَّتْ بِذَلِكَ لأَنَّهَا تَقْرَعُ القُلُوبَ بِهَوْلِهَا.

.تفسير الآية رقم (2):

{مَا الْقَارِعَةُ (2)}
(2)- وَأَيُّ شَيءٍ هِيَ القَارِعَةُ؟ وَكَأَنَّهَا لِشِدَّتِهَا، وَلِعِظَمِ مَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ أَهْوَالٍ، يَصْعبُ تَصَوُّرُهَا.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)}
{أَدْرَاكَ}
(3)- وَأَيُّ شَيءٍ يُعَرِّفَكَ بِهَا؟ فَهِيَ شَيءٌ لا يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَتَصَوَّرَهُ وَيَتَخَيَّلَهُ.

.تفسير الآية رقم (4):

{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
(4) ثُمَّ فَسَّرَ اللهُ تَعَالَى القَارِعَةَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ حَيَارَى، هَائِمِينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَلا يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ، وَكَأَنَّهُمُ الفَرَاشُ المُتَطَايِرُ المُنْتَشِرُ.
المَبْثُوثُ- المَنْتَشِرُ المُتَفَرِّقُ.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)}
(5)- وَتَكُونُ الجِبَالُ قَدْ تَفَتَّتَتْ وَتَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُهَا وََأَصْبَحَتْ مِثْلَ الصُّوفِ الذِي نُفِشَ فَتَفَرَّقَتْ شَعْرَاتُهُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ حَتَّى صَارَ يَطِيرُ مَعَ الرِّيحِ.
العِهْنُ- الصُّوفُ.
المَنْفُوشُ- المَتَفَرِّقُ أَوِ المَصْبُوغُ.

.تفسير الآية رقم (6):

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
{مَوَازِينُهُ}
(6)- فَأَمَّا الذِي رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، أَيْ ثَقُلَتْ أَعْمَالُهُ الصَّالِحَةُ، فَهَبَطَتْ كَفَّتُهَا، وَخَفَّتْ أَعْمَالُهُ السَّيِّئَةُ، فَشَالَتْ كَفَّتُهَا.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)}
(7)- فَجَزَاؤُهُ الجَنَّةُ، وَيَكُونُ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ تَقَرُّ بِهَا عَينُهُ، وَيُسَرُّ بِهَا قَلْبُهُ.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)}
{مَوَازِينُهُ}
(8)- وَأَمَّا مَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ، فَثَقُلَتْ كَفَّةُ أَعْمَالِهِ السَّيِئَةِ، وَخَفَّتْ كَفَّةُ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ.

.تفسير الآية رقم (9):

{فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)}
(9)- فَإِنَّهُ يَأْوِي إِلَى مَهْوَاةٍ سَحِيقَةٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهَا كَمَا يَأْوِي الوَلَدُ إِلى أُمِّهِ.
(وَقِيلَ إِنَّ المَعْنَى إِنَّهُ يَهْوِي فِي جَهَنَّمَ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ).