الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (34): (34)- وَيَتَهَدَّدُ اللهُ تَعَالَى هَذَا الكَافِرَ الذِي يَمْشِي مُتَبَخْتِراً، وَيَقُولُ لَهُ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ والسُّخْرِيَةِ مِنْهُ: يَحُقُّ لَكَ أَنْ تَمْشِيَ مُتَبَخْتِراً مُخْتَالاً وَقَدْ كَفَرْتَ بِاللهِ رَبِّكَ. أَوْلَى لَكَ- قَارَبَكَ مَا يُهْلِكُكَ. .تفسير الآية رقم (35): (35)- وَكَرَّرَ اللهُ تَعَالَى تَهْدِيدَهُ وَتَهَكُّمَهُ عَلَى هَذَا المُجْرِمِ المُتَبَخْتِرِ المُتَكَبِّرِ. وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِمَجَامِعِ ثِيَابِ أَبِي جَهْلٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ وَالتِي قَبْلَهَا. فَقَالَ لَهُ عَدُوُّ اللهِ: أَتُهَدِّدُنِي يَا مُحَمَّدُ؟ وَاللهِ لا تَسْتَطِيعُ أَنْتَ وَلا رَبُّكَ شَيْئا وَإِنِّي لأَعَزُّ مَنْ مَشَى بَيْنَ جَبَلَيْهَا. .تفسير الآية رقم (36): {الإنسان} (36)- أَيَظُنُّ الإِنْسَانُ المُنْكِرُ لِلْبَعْثِ أَنَّ اللهَ خَلَقَهُ بِغَيْرِ غَايَةٍ، وَأَنَّهُ يَتْرُكُهُ وَشَأْنَهُ فِي الحَيَاةِ يَفْعَلُ فِيهَا مَا يَشَاءُ، لا يُؤْمِرُ بِأَمْرٍ، وَلا يُنْهَى عَنْ نَهْيٍ، وَلا يُبْعَثُ وَلا يُحَاسَبُ؟ كَلا إِنَّهُ لَنْ يُتْرَكَ سُدًى، وَسَيُبَعَثُ وَسَيُحَاسَبُ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِ. يُتْرَكَ سُدًى- مُهْمَلاً فَلا يُكَلَّفُ وَلا يُجَازَى. .تفسير الآية رقم (37): (37)- وَيُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ كَيْفَ بَدَأَ اللهُ خَلْقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ ضَعِيفةٍ مِنْ مَنِيٍّ يَقْذِفُهُ الرَّجُلُ فِي رَحِمِ الأَنْثَى، فَالذِي بَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ قَادِرٌ عَلَى إعَادَتِهِ، لأَنَّ الإِعَادَةَ أَهْوَنُ مِنْ البَدْءِ. مَنِيٍّ يُمْنَى- يُصَبُّ فِي الأَرْحَامِ. .تفسير الآية رقم (38): (38)- ثُمَّ جَعَلَ اللهُ النُّطْفَةَ عَلَقَةً، ثُمَّ تَدَرَّجَ فِي خَلْقِهِ حَتَّى سَوَّاهُ وَأَخْرَجَهُ طِفْلاً كَامِلَ الخَلْقِ. فَسَوَّى- فَعَدَلَهُ وَكَمَّلَهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ. .تفسير الآية رقم (39): (39)- وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى المَوَالِيدَ ذُكُوراً وَإِنَاثاً، لِتَسْتَمِرَّ الحَيَاةُ عَلَى الأَرْضِ عَنْ طَرِيقِ التَّزَاوُجِ بَيْنَ الذُّكُورِ والإِنَاثِ. .تفسير الآية رقم (40): {بِقَادِرٍ} (40)- أَلْيَسَ الذِي أَنْشَأَ هَذَا الخَلْقَ، مِنْ هَذِهِ النُّطْفَةِ الضَّعِيفَةِ، بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُعِيدَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ جَدِيدٍ، وَأَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى؟ مَعَ أَنَّ الإِعَادَةَ أَهْوَنُ مِنَ الابْتِدَاءِ؟ .سورة الإنسان: .تفسير الآية رقم (1): {الإنسان} (1)- يُبَيِّنُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ وَأَوْجَدَهُ مِنْ عَدَمٍ، وَيَسْأَلُ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ: أَلا يَعْرِفُ أَنَّهُ مَضَى عَلَيْهِ حِينٌ مِنَ الزَّمَانِ؟ قَبْلَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً يُعْرَفُ فَيُذْكَرُ اسمُهُ؟ .تفسير الآية رقم (2): {الإنسان} {فَجَعَلْنَاهُ} (2)- لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ذَاتِ عَنَاصِرَ شَتَّى، اخْتَلَطَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، لِنَخْتَبِرَهُ بِالتَّكْلِيفِ إِذَا شَبَّ وَبَلَغَ الحُلُمَ، وَنَرَى هَلْ يَشْكُرُ رَبَّهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقٍ وَرِزْقٍ وَصِحَّةٍ، أَمْ يَكْفُرُ؟ وَجَعَلْنَاهُ ذَا سَمْعٍ لَيَسْتَطِيعَ سَمَاعَ الآيَاتِ، وَجَعَلْنَاهُ ذَا بَصَرٍ لِيَسْتَطِيعَ رُؤْيَةَ الدَّلائِلِ، فَيَتَفَكَّرَ وَيَتَدَبَّرَ. أَمْشَاجٍ- أَخْلاطٍ مَمْزُوجَةٍ مُتَبَايِنَةِ الصِّفَاتِ والمَصَادِرِ. نَبْتَلِيهِ- نَخْتَبِرُهُ بِالتَّكَالِيفِ. .تفسير الآية رقم (3): {هَدَيْنَاهُ} (3)- وَأَعْطِينَاهُ العَقْلَ والسَّمْعَ والبَصَرَ لِيُدْرِكَ وَيَعْقِلَ، وَبِيَّنَا لَهُ طَرِيقَ الهُدَى وَطَرِيقَ الضَّلالِ لِيَخْتَارَ بِطَوْعِهِ بَيْنَ الخَيْرِ والشَّرِّ، وَبَيْنَ الهُدَى وَالمَعْصِيَةِ، فَمَنْ آمَنَ بِرَبِّهِ شَكَرَ، وَمَنْ كَفَرَ بِرَبِّهِ جَحَدَ وَكَفَرَ النِّعْمَةَ. هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ- بَيِّنَّا لَهُ طَرِيقَ الهِدَايَةِ وَالضَّلالِ. .تفسير الآية رقم (4): {لِلْكَافِرِينَ} {سَلاسِلَ} {أَغْلالاً} (4)- إِنَّا أَعْدَدْنَا وَهَيَّأْنَا لِمَنْ كَفَرَ بِنِعْمَتِنَا، وَخَالَفَ أَمْرَنَا، سَلاسِلَ يُقَادُ بِهَا إِلَى الجَحِيمِ، وَأَغْلالاً تُشَدُّ بِهَا أَيْدِيهِ إِلَى عُنُقِهِ، وَنَاراً يُعَذَّبُ فِيهَا. الأَغْلالُ- جَمْعُ غُلٍّ- القَيْدُ الذِي يَجْمَعُ اليَدَينِ إِلَى العُنُقِ. السَّعِيرُ- النَّارُ المُلْتَهِبَةُ. .تفسير الآية رقم (5): (5)- إِنَّ الكرَامَ البَرَرَةَ الذِينَ أَطَاعُوا اللهَ، يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ كَانَ مَا يُمْزَجُ بِهَا مَاءَ الكَافُورِ. مِنْ كَأْسٍ- مِنْ خَمْرٍ أَوْ مِنْ كَأْسٍ فِيهَا خَمْرٌ. مِزَاجُهَا- مَا تُمْزَجُ بِهِ. .تفسير الآية رقم (6): (6)- وَهَذَا المِزَاجُ مِنْ عَيْنٍ يَشْرَبُ بِهَ عِبَادُ اللهِ المُتَّقُونَ، وَهُمْ فِي الجَنَّاتِ يَتَصَرَّفُونَ فِيهَا كَيْفَ شَاؤُوا، وَيُجْرُونَها حَيْثُ أَرَادُوا مِنْ دُورِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ. التَّفْجِيرُ- إِجْرَاءُ المَاءِ إِلَى المَنَازِلِ. .تفسير الآية رقم (7): (7)- وَهَؤُلاءِ الأَبْرَارُ يُوفُونَ بِمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ نُذُورٍ، لأَنَّ مَنْ أَوْفَى بِمَا أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ كَانَ أَكْثَرَ وَفَاءً بِمَا أَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهِ، وَيَتْرُكُونَ المُحَرَّمَاتِ التِي نَهَاهُمْ رَبُّهُمْ عَنْهَا، خِيفَةَ سُوءِ الحِسَابِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَهُوَ يَوْمٌ ضَرَرُهُ مُنْتَشِراً فَاشِياً عَامّاً عَلَى النَّاسِ إِلا مَنْ رَحِمَ اللهُ. مُسْتَطِيراً- فَاشِياً عَامّاً. .تفسير الآية رقم (8): (8)- وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ، مَعَ شَهْوَتِهِمْ لَهُ، وَرَغْبَتِهِمْ فِيهِ، لِلْفَقِير العَاجِزِ عَن الكَسْبِ (المِسْكِينِ)، وَاليَتِيمِ الذِي مَاتَ أَبُوهْ، وَهُوَ دُونَ سِنِّ البُلُوغِ وَالأَسِيرِ العَاني الذِي لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ قُوتاً. .تفسير الآية رقم (9): (9)- وَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُطْعِمُونَ الفُقَرَاءَ وَالمَسَاكِينَ والأَيْتَامَ وَالأَسْرَى، لأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ ثَوَابَ اللهِ وَرِضْوَانَهُ وَحْدَهُ، لا يَطْمَعُونَ فِي جَزَاءٍ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ عَلَى إِنْفَاقِهِمْ، وَلا فِي شُكْرٍ مِنَ المُنْفَقِ عَلَيْهِ. .تفسير الآية رقم (10): (10)- وَإِنَّنَا إِنَّمَا نَفْعَلُ ذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَرْحَمَنَا رَبُّنَا فِي يَوْمِ القِيَامَةِ، وَهُوَ يَوْمٌ طَوِيلٌ عَصِيبٌ، تَعْبِسُ فِيهِ الوُجُوهُ وَتَكْلَحُ مِنْ شِدَّةِ أَهْوَالِهِ. العَبُوسُ- الذِي تَعْبِسُ فِيهِ الوُجُوهُ مِنَ الهَوْلِ. قَمْطَرِيراً- الطَّوِيلَ، وَقِيلَ هُوَ الشَّدِيدُ العَصِيبُ. .تفسير الآية رقم (11): {فَوَقَاهُمُ} {لَقَّاهُمْ} (11)- فَآمَنَهُمْ اللهُ شَرَّ مَا خَافُوهُ، وَأَعْطَاهُمْ أَمناً تَكُونُ لَهُ وُجُوهُهُمْ نَضِرَةً، وَسُرُوراً تُسَرُّ بِهِ قُلُوبُهُمْ، وَالقَلْبُ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ الوَجْهُ. نَضْرَةً وَسُرُوراً- حُسْناً وَبَهْجَةً فِي الوُجُوهِ. .تفسير الآية رقم (12): {جَزَاهُمْ} (12)- وَجَزَاهُمُ اللهُ بِصَبْرِهِمْ عَلَى الإِيْثَارِ، وَمَا يُؤَدِّي إِلَيهِ مِنَ الجُوعِ وَالعُرْيِ، جَنَّةً لَهُمْ فِيهَا مَنْزِلٌ رَحْبٌ، وَعَيْشٌ رَغْدٌ، وَلِبَاسٌ مِنْ حَرِيرٍ. .تفسير الآية رقم (13): {الأرائك} (13)- وَيَجْلِسُونَ فِي الجَنَّةِ عَلَى السَّرَائِرِ والأَرَائِكِ، وَهُمْ مُتَّكِئُونَ فِي وَضْعِ مَنْ هُوَ مُنَعَّمٌ، لا يُقَاسُونَ حَرّاً مُزْعِجاً، وَلا بَرْداً مُؤْلِماً. الزَّمْهَرِيرُ- الشَّدِيدُ البُرُودَةِ. .تفسير الآية رقم (14): {ظِلالُهَا} (14)- وَتَدْنُو أَشْجَارُ الجَنَّةِ بِظِلالِهَا عَلَى هَؤُلاءِ الأَبْرَارِ السُّعَدَاءِ، وَتُسَخِّرُ قُطُوفَهَا لأَمْرِهِمْ لِيَنَالُوا مِنْهَا مَا شَاؤُوا. ذُلِّلَتْ- أُخْضِعَتْ وَسُخِّرَتْ وَقُرِّبَتْ مِنْ مُتَنَاوَلِهِمْ. .تفسير الآية رقم (15): {بِآنِيَةٍ} (15)- وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ خَدَمُ الجَنَّةِ بِأَوَانِي الطَّعَامِ، وَهِيَ مِنْ فِضَّةٍ خَالِصَةٍ، وَبِأَكْوَابِ الشَّرَابِ، وَهِيَ أَيْضاً مِنْ فِضَّةٍ، وَقَدْ جُعِلَتْ هَذِهِ الأَكْوَابُ جَامِعَةً بَيَاضَ الفِضَّةِ، وَصَفَاءَ الزُّجَاجِ وَشَفَافِيَّتَهُ. أَكْوَابٍ- أَقْدَاحٍ بِلا عُرًى. قَوَارِيرَ- كَالزُّجَاجَاتِ فِي الصَّفَاءِ.
|