فصل: تفسير الآية رقم (15):

مساءً 2 :4
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
17
الأربعاء
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (13):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)}
(13)- وَاضْرِبْ يَا مُحَمَّدُ مَثَلاً لِقَوْمِكَ قِصَّةَ أَهْلِ القَرْيَةِ الكَافِرِينَ، الذينَ جَاءَهُم رُسُلُ اللهِ، فَإِنَّهَا كَقِصَّتِهِمْ.
(وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهَا قَريَةُ أَنْطَاكِيَةَ، وَإِنَّ الرُّسُلَ هُمْ رُسُلُ اللهِ إِلَى أَهْلِهَا، تَأييداً لعِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ مِنْ شَرِيعَةٍ. وَلَكِنْ هُنَاكَ مَنْ ضَعَّفَ هَذَا القَوْلَ، وَقَالَ إِنَّ الله لَمْ يُهْلِكْ بَعْدَ إِنْزَالِ التَّوْرَاةِ قَريةً لِكُفْرِهَا).

.تفسير الآية رقم (14):

{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)}
(14)- حِينَ أَرْسَل اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِهِ، فَكَذَّبُوهُما، وَأَنْكَرُوا رِسَالَتَهُمَا إِلَيْهِمْ، فأَيَّدَهُمَا اللهُ بِرَسُولٍ ثَالِثٍ، فَقَالَ الرُّسُلُ الثَّلاثَةُ لأَهْلِ القَرْيَةِ: إِنَّهُمْ مُرْسَلُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِم اللهِ الذِي خَلَقَهُمْ، لإِبْلاغِهِمْ رَسَالََتَهُ، وَلِدَعْوَتِهِمْ إِلَى الإِيْمَانِ باللهِ وَحْدَهُ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَإِلَى عِبَادَتِهِ، وَإِلَى العَمَلِ الصَّالِحِ الذي يَرْتَضِيهِ.
فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ- فَقَوَّيْنَاهُمَا وَشَددنَاهُمَا بِرَسُولٍ ثَالِثٍ.

.تفسير الآية رقم (15):

{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15)}
(15)- فَقَالَ أَهْلُ القرْيَةِ للرُّسُلِ: إِنَّهُمْ بَشَرٌ مِثْلُهُمْ لا فَرْقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ القَرْيَةِ، وَلا مِيزَةَ لَهُمْ تَجْعَلُ اللهَ تَعَالَى يَخَتصُّهُمْ، بِرَسَالاتِهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ، وَإِنَّ الرَّحْمَن لَمْ يُنْزِلْ إِلَيْهِمْ رَسَالَةً وَلا كِتَاباً، وَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ بِإِبْلاغِ أَحَدٍ شيئاً، فَمَا همْ إِلا كَاذِبُونَ فِيمَا يَقُولُونَ.

.تفسير الآية رقم (16):

{قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)}
(16)- فَأَجَابَهُم الرُّسُلُ قَائِلين: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُ أَنَّهُمْ رُسُلُهُ إِلَى أَهْلِ القَرْيَةِ، وَلَوْ أَنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى اللهِ، فِيمَا يَدَّعُونَه، لانْتَقَمَ مِنْهُمْ.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)}
{البلاغ}
(17)- وَقَالَ الرُّسُلُ: إِنّ مَهَمَّتَهُمْ تَنْحَصِرُ فِي إِبْلاغِ رِسَالَةِ اللهِ تَعَالَى إِلى أَهْلِ القَرْيَةِ، فَإِنْ أَطَاعُوا فَازُوا بِرِضَا اللهِ وَجَنَّتِهِ وَرِضْوَانِهِ، وَإِنْ تَوَلُّوْا وأَعْرَضُوا وأَصَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ فَإِنَّ اللهَ سَيَجْزِيِهِمْ عَلَى ذَلِكَ الجَزَاءَ الأَوْفَى.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)}
{لئِن}
(18)- فَقَالَ أهَلُ القَرْيَةِ لِلرُّسُلِ: إِنَّهُمْ تَشَاءَمُوا (تَطَيَّرُوا) مِنْ وُجُودِهِمْ فِي القَرْيَةِ، لِمَا أَحْدَثُوهُ فِيهَا مِنْ الانْقِسَامِ والشِّقَاقِ والاخْتِلافِ حَوْلَ الدَّعْوَةِ، إِذ اتَّبَعَهُمْ أَنَاسٌ مِنْهُمْ، وَتَفَرَّقَتْ الكَلِمَةُ. ثُمَّ هَدَّدُوهُمْ بِأَنَّهُمْ إِنْ لَمْ يَكُفُّوا عَنْ بَثِّ الدَّعْوَةِ بَيْنَهُمْ قَتَلُوهُمْ رَجماً بِالحِجَارَةِ، أو أَلْحَقُوا بِهِم الأَذَى والعَذَابَ الأَلِيمَ.
تَطَيَّرْنَا بِكُمْ- تَشَاءَمْنَا مِنْكُمْ.

.تفسير الآية رقم (19):

{قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}
{طَائِرُكُم}
(19)- فَقَالَ الرُّسُلُ لأَهْلِ القَرْيَةِ الذِينَ يُجَادِلُونَهُمْ: إِنَّ كُفْرَكُم وَأَفْعَالَكُم القَبِيحَةَ هِيَ سَبَبُ شُؤْمِكُم، أَمَّا نَحْنُ فَلا شُؤْمَ مِن قِبَلِنَا، فَنَحْنُ لَمْ نَفْعَلْ غَيْرَ الدَّعْوَةِ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَتَوْحِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ، وَفِي ذَلِكَ خَيْرٌ وَبَرَكَةٌ.
أَتُقَابِلُونَنَا بِمِثْلِ هَذَا الوَعِيدِ والتَّهْدِيدِ، لأَنَّنا وَعَظْنَاكُمْ وَدَعَوْنَاكُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَتَوْحِيدِهِ؟ إِنَّكُمْ بِلا شَكٍّ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ مُتَجَاوِزُونَ الحَدَّ فِي الضَّلالَةِ والطُّغْيَانِ..
طَائِركُمْ مَعَكُمْ- شُؤْمُكُمْ هُوَ كُفْرُكُمُ المُصَاحِبُ لَكُمْ.
أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ- تَطَيَّرتُمْ بِسَبَبِ مَا وُعِظْتُمْ بِهِ.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)}
{أَقْصَى} {ياقوم}
(20)- وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَطْرَافِ المَدِينَةِ يَسْعَى مُسْرِعاً إِلَى حَيْثُ كَانَ يَجْتَمِعُ النَّاسُ وَهُمْ يُحَاوِرُونَ الرُّسُلَ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا قَوْمِ اتِّبِعُوا رُسُلَ اللهِ إِلَيْكُمْ.
يَسْعَى- يُسْرِعُ المَشْيَ.

.تفسير الآية رقم (21):

{اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)}
{يَسْأَلُكُمْ}
(21)- اتَّبِعُوا الذِينَ لا يَطْلُبُونَ أَجْرَاً عَلَى تَبْلِيِغِهِمْ رِسَالَةَ رَبِّهِمْ، وَلا يَطْلُبُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً، وَهُمْ مُهْتَدُونَ إِلَى سَبِيلِ اللهِ القَوِيمِ، فَإِذَا اتَّبَعْتمُوهُم اهْتَدَيْتُمْ بِهُدَاهُمْ.

.تفسير الآية رقم (22):

{وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
(22)- وَيَبْدُوا أَنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ اتَّهَمُوا مَوَاطِنَهم، الذي جَاءَ يَسْعَى مُسْرِعاً لِيُدَافِعَ عَنِ الرُّسُلِ، وَلْيَنْصَحَ قَوْمَهُ، بِأَنَّهُ مُوَالٍ لِلرُّسُلِ، وَمُؤْمِنٌ بِمَا جَاؤُوهُمْ بِهِ، فَأَجَابَهم قَائلاً: وَلِمَاذَا لا يَعْبُدُ اللهَ، وَلا يُخْلِصُ العِبَادَةَ لَهُ، فَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذي خَلَقَهُ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الخَلْقُ جَمِيعاً يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُجَازِيَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
فَطَرَني- خَلَقَنِي وَأَبْدَعَنِي.

.تفسير الآية رقم (23):

{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23)}
{آلِهَةً} {شَفَاعَتُهُمْ} {أَأَتَّخِذُ}
(23)- وَهَلْ تُرِديدُونَنِي أَنْ أَعْبُدَ آلِهَةً غَيْرَ اللهِ تَعَالَى لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ الرَّحْمَنُ أَنْ يُنْزِلَ بِي ضُرّاً لَمْ تَنْفَعْنِي تِلْكَ الآلِهَةُ شَيْئاً، وَلَمْ تَشْفَعْ لِي عِنْدَهُ، وَلَمْ تُنْقِذْنِي مِنْ عَذَابِهِ.
لا تُغْنِ- لا تَدْفَع عَنِّي وَهُوَ جَوَابُ الشَّرطِ.

.تفسير الآية رقم (24):

{إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)}
{ضَلالٍ}
(24)- إِنِّي إِنْ اتَّخذْتُ تِلْكَ الأَصْنَامُ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللهِ، كُنْتُ فِي ضَلالٍ بَيِّنٍ، وَاضِحٍ.

.تفسير الآية رقم (25):

{إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}
{آمَنتُ}
(25)- ثُمَّ قَالَ الرَّجُلُ المُؤْمِنُ لِلرُّسُلِ الكِرامِ: إِنِّي آمَنْتُ بِربِّكُم الذي أَرْسَلَكُمْ، وَاتَّبَعْتُكُمْ، فَاشْهَدُوا لِي بِذَلِكَ، عِنْدَ رَبِّكُمْ الكَّرِيمِ.
(وَهُنَاكَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ إِنَّمَا خَاطَبَ قَوْمَهُ، قَائِلاً إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ الذِي كَفَرْتُمْ أَنْتُمْ بِهِ).

.تفسير الآية رقم (26):

{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)}
{ياليت}
(26)- وَيُرْوَى أَنَّ القَوْمَ وَثَبُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَلَم يَجِدْ مَنْ يَدَافِعُ عَنْهُ بَيْنَهُمْ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ تَعَالَى الجَنَّةَ، وَأَكْرَمَهُ عَلَى حُسْنِ إِيْمَانِهِ وَثِقَتِهِ بِرَبِّهِ. وَيَقُولُ تَعَالَى إِنَّهُ قَالَ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةَ جَزَاءً لَكَ عَلَى مَا قَدَّمْتَ مِنْ إِيْمَانٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ، وَمَا أَسْلَفْتَ مِنْ إِحْسَانٍ. فَلَمَّا دَخَلَهَا، وَعَايَنَ مَا أَكْرَمَهُ اللهُ بِهِ بِسَبَبِ إِيْمَانِهِ وَصَبْرِهِ، قَالَ: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا أَنَا فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، والخَيْرِ العَمِيمِ، بِسَبَبِ إِيْمَانِي بِرَبِّي، وَتَصْدِيقي بِمَا جَاءَ بِهِ رُسُلُه الكِرَامُ.

.تفسير الآية رقم (27):

{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}
(27)- وَقَدْ تَمَنَّى أَنْ يَعْلَم قَوْمُهُ بِمَا أَكْرَمَهُ بِهِ رَبُّهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَحُسْنِ المَثُوبَةِ، لِيُؤْمِنُوا كَمَا آمَنَ، لَعَلَّ اللهَ يَغْفِرُ لَهُمْ، وَيُكْرِمُهُمْ كَمَا أَكْرَمَهُ، فَقَدْ كَانَ حَرِيصاً عَلَى هِدَايَةِ قَوْمِهِ، حَيّا وَمَيْتاً.

.تفسير الآية رقم (28):

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28)}
(28)- وَقَدِ انْتَقَمَ اللهُ تَعَالَى مِنَ القَوْمِ، بَعْدَ أَنْ كَذَّبُوا رُسُلَهُ إِلَيْهِمْ، وَقَتَلُوا وَلِيَّهُ، وَلَمْ يَحْتَجِ الأَمْرُ إِلَى أَنْ يُنْزِلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ جُنداً مِنَ السَّمَاءِ لإِهْلاكِهِمْ، بَلْ كَانَ الأَمْرُ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (29):

{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)}
{وَاحِدَةً} {خَامِدُونَ}
(29)- فَأَرْسََلَ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً أَهْلَكَتْهُمْ جَميعاً، وَأَخْمدَتْ أَنْفَاسَهُمْ، وَلَمْ يُبِقِ مِنْهُمْ أَحَداً عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ.
صَيْحَةً- صَوْتاً مُهْلِكاً مِنَ السَّمَاءِ (خَبَرُ كَانَ واسْمُها مُضْمَرٌ، تَقْدِيرُهُ إِنْ كَانِتِ الصَّيْحَةُ إِلا صَيْحَةً).
خَامِدُونَ- مَيِّتونَ كَمَا تَخْمُدُ النَّارُ.

.تفسير الآية رقم (30):

{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)}
{ياحسرة} {يَسْتَهْزِئُونَ}
(30)- يَا حَسْرَةَ مُكَذِّبِي الرُّسُلِ، وَيَا نَدَامَتَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَمَا يُعَايِنُونَ العَذَابَ الذِي أَعَدَّهُ اللهُ لِلْكَافِرِينَ المُكَذِّبِينَ، فَإِنَّهُمْ مَا جَاءَهُمْ مِنْ رَسُولٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ، يَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَإِلَى العَمَلِ الصَّالِحِ إِلا اسْتَهْزَؤُوا بِهِ وَكَذَّبُوا، وَجَحَدُوا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ إِلَيْهِمْ مِنَ الحَقِّ.
يا حَسْرَةً- يَا وَيْلَتَا وَيَا نَدَامَتَا وَيَا خَسَارَتَا.

.تفسير الآية رقم (31):

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}
(31)- أَلَم يَتَّعِظُ هَؤُلاءِ المُكَذِّبُونَ الكَافِرُونَ بِمَا حُلَّ بِمَنْ أَهَلَكَهُمُ اللهُ تَعَالَى قَبْلَهُمْ مِنَ المُكَذِّبِينَ السَّابِقِينَ، وَيَعْتَبِرُوا بِمَا نَزَلَ بِهِمْ، وَيُدْرِكُوا أَنَّهُمْ لا رَجْعَةَ لَهُمْ إِلَى الحَيَاةِ الدُّنْيَا؟
كَمْ أَهْلَكْنَا- كَثِيراً مَا أَهْلَكْنَا.
القُرُونِ- الأُمَمِ.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)}
(32)- وَإِنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ المَاضِيَةِ والآتِيَةِ سَتَحضُرُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِلحِسَابِ بَيْنَ يَدَي اللهِ تَعَالَى، فَيُجَازِيهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ فِي الدُّنْيا، إِنْ خَيْراً فَخَيراً، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً.
لَمَّا جَمِيعٌ- إِلا مَجْمُوعُونَ.
مُحْضَرُونَ- نُحْضِرُهُمْ لِلْحِسَابِ والجَزَاءِ.